تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 284
نمايش فراداده

المجرّدة عن جهات الجسم و المكان، و حوادثالحركة و الزمان.

فهم يشاهدون الحقّ مشاهدة عقلية و يبصرونالإله و يبصرونه بصيرة نوريّة و يسمعونكلامه سماعا قلبيّا روحانيا.

تفريع‏

فعلى هذا ظهر انّ الصلوة الحقيقيّة هيالتي تليق أن يمدح اللّه بها المؤمنينالمتّقين المهتدين بأنوار معارف هذاالقرآن، و هي التي تنهى عن فحشاء القوّةالشهويّة و منكر القوّة الغضبية و بغيالقوّة الوهمية، و يدفع آفات هذه الثلاثالتي أوليها كالبهائم و وسطاها كالسباع وأخراها كالشياطين.

و ذلك لأنها كما علمت، مكالمة عقليّة معاللّه عند مشاهدة قلبيّة له، أو هيالتضرّع بالنفس الناطقة نحو الاله الحقّ والموجود المطلق، و جعلها بمنزلة يد باسطةإليه تعالى.

و لأصحاب العلوم الظاهرة من هذا حظّ ناقصو إن ارتفعوا من منزل الأنعام قليلا وارتفعوا من درجة العوام يسيرا و للمحقّقينقسم وافر و نصيب كامل من هذا البحر الزاخر،و لهم قرّة أعين في الصلوة أخفيت عن أعينالناس، و من كان حظّه أكمل، فثوابه أجزل.

فالعاقل الحكيم يتامّل سلوك طريق التعبّدو المداومة على الصلوة، و يلتذّ بمناجاةربّه لا بشخصه (266) و ينطقه لا بنطقه و يبصرهلا ببصره و يحسّه لا بحسّه.

و أما الجاهل اللئيم المغرور الممكورالمشعوف بما عنده من القشور الطالب فيمناجاته للذّات عالم الزور المتوجّه إلىتحصيل المنزلة و الجاه عند أصحاب القبور،و من آثر الهوى و اتّبع الشيطان و انحرف عنالحقّ و الهدى، حرّم اللّه عليه لذّةمناجاته كما ورد في أخبار داود على نبيّنا و عليهالسلام: يا داود إنّ أدنى ما أصنع بالعالمإذا آثر