تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 358
نمايش فراداده

بعض فهو كأنه سبب لاستكمال العقلبالمعارف، و البصر لا يوقفك إلّا علىالمحسوسات أقول: و في هذا الوجه محل نظر وكأنّ مراد القائل، إنّ الواسطة بين السمعو العقل أقلّ ممّا بين البصر و العقل. فإنّالعقل يفهم المعاني من النقوش و الكتابةبواسطة دلالتهما على الألفاظ و دلالةالألفاظ على الصور العقليّة و يفهمهما منالنقوش السمعيّة لدلالتها على الصورالعقلية بلا واسطة، و كأنّ الهواء بمافيها من صور الألفاظ صحيفة مكتوبة يدلّعلى المعاني من غير توسط الألفاظ لأنّهانفس الألفاظ.

و قيل بأنّ البصر أقدم لأن آلة القوّةالباصرة أشرف و لهذا يقال لهما: كريمتان.

و في الحديث: «من أحبّ كريمتاه لا يكتبنبالعصر» و لأنّ متعلّق القوّة الباصرة هو النور، ومتعلّق القوّة السامعة هو الريح.

أقول: و لأنّ البصر يعمّ إدراكه القريب والبعيد إلى فلك البروج، و السمع لا يتعدّىإدراكه عن كرة البخار و لأنّ إدراك البصردفعيّ و إدراك السمع زمانيّ تدريجيّ والأول أشرف لكونه يشبه إدراك العقل والثاني يشبه الحركة و الاستحالة، و معلومإنّ العقل أشرف من الحركة لأنّه أشرفالجواهر و هي أخسّ الأعراض و الشبيهبالأشرف أشرف من الشبيه بالأخسّ فالبصرأشرف من السمع.

فصل فيه ذكر مشرقى [السمع أشرف من البصر]

لعلك كنت ناظرا فيما ذكرنا من قبل فيالمفاتيح الغيبيّة، الفرق بين كلام اللّهو كتابه و انّ أحدهما لكونه من عالم الأمرو الإبداع أشرف من الآخر لكونه من عالمالخلق و التقدير.

فاعلم إنّ للنفس الإنسانيّة المخلوقة علىصورة الكمال و هي على بيّنة من ربّها كتاباو كلاما و هما يدلّان على كلام اللّه وكتابه يشهدان عليهما، الكلام على الكلام والكتاب‏