تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 57
نمايش فراداده

أوهام و تنبيهات‏

ثمّ إن للقائلين باعتباريّة الوجود ومجعوليّة المهيّات شبها قويّة فككناعقدتها بحمد اللّه و طردنا ظلمات هذهالأوهام بنور الهداية و الإلهام فلنشر إلىأجوبة بعض منها و هي هذه.

الأوّل: إن الوجود لو كان موجود لكان لهوجود و لوجوده وجود و هكذا إلى غير نهاية.

و الجواب: إنّ المهيّة لما لم تكن في نفسهاموجودة فموجوديّتها لا بد و أن تكون بأمرزائد عليها و أما الوجود فهو بنفسه موجودلا بأمر زائد عليها إلا بحسب الاعتبارالعقلي رعاية لمفهوم الاشتقاق و التسلسلفي الاعتباريات منقطع بانقطاع الاعتبارمنها و لهذا المعنى نظائر كثيرة كالإضافةفإنّها بنفسها مضافة و غيرها بها مضاف وكالنور فإنّه منير بذاته و كاجزاء الزمانفإنّها بذواتها متقدّمة و متأخّرة.

و الثاني: إن الوجود لو كان موجودا بذاتهلكان واجب الوجود بذاته إذ لا معنى للواجببالذات إلّا ما يكون وجوده ضروريّا لذاتهو أيّ ضرورة أشدّ من كون الشي‏ء عين نفسه؟ و الجواب: إنّ الوجود الإمكاني بحسبهويّته متقوّم بغيره واجب به و إذا قطعالنظر عن موجده يكون باطلا محضا و معنىكونه ضروريّ الوجود انّه بعد ما صدر ذاتهعن العلّة لا يفتقر إلى وجود زائد عليه فيكونه موجودا بخلاف المهيّة فإنّها في حدّذاتها غير موجودة و لو في وقت صدورها عنالفاعل، و معنى الإمكان في الوجودات انّهابأنفسها متعلّقة الذوات بغيرها و ليستالمهيّات متعلقّة الذوات بغيرها فإمكانهاعبارة عن تساوي نسبتها إلى الوجود و العدمو بالجملة هذه الشبهة إنّما نشأت من الخلطبين معنى الضرورة الأزليّة و الضرورةالذاتيّة.