المنظر لا يحسّ إلّا في القمر» فبطل ماعوّلوا عليه، و بقي موضع الشمس مشكوكا فيه.
و ظنّ بعض المتأخّرين كمؤيّد الدينالعرضي «1» و قطب الدين الشيرازي «2» بدليللاحّ لهم في الابعاد إنّ فلك الشمس بينفلكي زهرة و عطارد.
هذا خلاصة ما ذكروه في الترتيب، فعلم إنّطريقة الرصد و الحسّ على ما هو مسلكالتعلميّين ناقصة في إدراك الأمورالسماويّة، بل لا يحيط به إلّا مبدعها ومنشئها فوجب الاقتصار فيها على طريقةالسمع، فإنّها تدلّ على تحقّق سبع سموات وتحقّق جسمين عظيمين غيرهما: أحدهما العرش،و الآخر الكرسي- إن لم يكن المراد بهماالعقل الكلّي و النفس الكلّية، او اللوح والقلم، او القضاء و القدر.
قوله: وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌيدل [على] أن ذاته تعالى لما كان سببالجميع ما في الأرض و السماء، و ذاته عالمةبذاته- لكونه غير محتجب عن ذاته بسبب أغشيةو لو احقّ غريبة بها يغيب الشيء عن نفسهلتجرده عنها و تقدمه على سائر الأشياء- فهوغير مكتنف بأمر غريب عن صورة ذاتهالالهية، فيكون عالما بذاته، و العلمبالعلة يوجب العلم بالمعلول، فيكون عالمابكل شيء- عليم.
لكن علمه بذاته لمّا كان عين ذاته فعلمهالتفصيلي بما سواه يجب أن يكون
(1) مؤيد الدين بن برمك بن مبارك العرضي- اوالعروضي- من أكابر العلماء في القرنالسابع كان حكيما فلكيا توفى 664 هـ. (ريحانةالأدب: 6/ 36). (2) محمود بن مسعود بن مصلح قطب الدينالشيرازي تلميذ نصير الدين الطوسي (ره) منالحكماء المحققين و شارح حكمة الاشراقتوفى 710 او 716 هـ. (ريحانة الأدب: 4/ 471).