تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 105
نمايش فراداده

عن نور الوجود المنبثّ على هياكلها الىنور الأنوار و شمس عالم الوجود و منبعالخير و الجود، لان ذاته سبحانه عين حقيقةالنور الظاهر بذاته، المظهر لغيره، والماهيات الامكانية خفيّة في ذواتهامكتومة في أنفسها، و اللّه تعالى مظهرهامن مكمن الخفاء و موجدها و مخرجها من سرالعدم الى فضاء الشهود وسعة الوجود،فبذاته النيّرة ينّور غسق الماهياتالمظلمة الذوات، و ينشر رحمته و نوره فيأهوية الهويّات، و يطلع شمس حقيقته منآفاق حقائق الممكنات، و يطرد العدم والظلمة عن إقليم المعاني و المعقولات، فلوسلخ من ليل ماهيّة الممكنات نهار الوجودالفائض منه عليها لحظة، لرجع الخلائق كلهمالى عدمهم الاصلي و فنائهم الفطري، فإذاهم مظلمون، كما هو المشاهد من انسلاخ ضوءالشمس الحسي عن وجه الأجسام و دخولها فيالظلام، الا أن المستنيرات الحسيّة إذازال عنها النور الحسي عدمت عن الحس، و أماالممكنات المستنيرة بنور الوجود فإنهاإذا زال عنها فيض نور الحق فعدمت في أنفسهاو هلكت بحسب حقيقتها و زالت عن العقل والخارج جميعا، فوجود الليل و النهار وتبدل الضوء بالظلمة آية عظيمة دالة علىوجود الحق المقيّم للعالم، المديمللممكنات على الوجه الأتم الأدوم.

سورة يس (36): آية 38

وَ الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّلَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِالْعَلِيمِ (38) المستقر: هو الحد الموقّت المقدّر الذيينتهي اليه حركة الشمس في فلكها آخرالدورة، كأول الحمل في كل سنة عند من جعلهأول الدور أو غيره عند آخرين، و يحتمل أنيراد به نقطة الأوج التي فيها غاية بطوءالحركة، و بعد الشمس عن الأبصار و صغرجرمها عند الانظار أو مقابلها من نقطةالحضيض‏