تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 136
نمايش فراداده

بحر الطبيعة بأمر اللّه مدة من الزمانبمقتضى المشيّة و تشعّبوا القول فيها، وما بلغ إلينا من أكابر العلماء، و اطّلعنابمطالعة زبر القدماء من الحكماء، و ألهمنااللّه بحسب متابعتنا طريقة الأنبياء والأولياء هو ان لكل نفس من النفوس مرتبة منالفعلية و الكمال في الوجود و نصيبهااللائق بحالها من خزائن الرحمة و الجود، ولا يمكن الزيادة عليه حسب ما جبّل عليه وفطر بحسب هويتها الشخصيّة من جهة الفاطرالودود، و هو لسان عبادتها و تسبيحها للحقالمعبود.

و سبب تعلقها بالبدن استخراج ما في مكمنذاتها و مخزن هويتها من القوة الى الفعل والتحصيل، و استكمال جوهرها بالكمالاللائق بحالها من تكرار الأفاعيل، و هذهالمرتبة من الكمال الاضافي الوجوديالمختص بواحد واحد من أفراد النفوس غير مايمكن حصوله لطبيعة هذا النوع الانسانيالذي هو الغاية القصوى في الكمال، و لطبقةخاصة من أفاضل أفراده المقربين من الحقالمتعال، و لا ينافي (14) ايضا ما ذكرناهشقاوة أكثر الناس من الكفارة و الجهال وأصحاب الشمال، و حرمانهم و طردهم و بعدهممن رحمة اللّه المختصة بحال الكاملين فيالمعرفة و الحال، المقربين و السعداءالمرتفعين عن مهابط الأرذال.

و لما سبق و ثبت في صدر هذه الاية ان«الذريّة» اشارة الى الأرواح الانسانية،و «الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ» الى البدنالمملو من القوى و المشاعر الحسية و قوله:«وَ خَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مايَرْكَبُونَ» اشارة الى البدن الاخرويالبرزخي المثالي، فنقول:

ان النفوس المتعلقة بهذه الأبدانالعنصرية، الراكبة على السفن الجارية فيبحر عالم الطبيعة منقسمة الى أقسام ثلاثة: