المغرقون في بحر اللذات، المحترقون بنارالشهوات، فلا صريخ لهم من أبناء عالمالقدس و سكان الجبروت و لا هم ينقذون منقيود العالم الأدنى و منزل الابالسة والشياطين، المردودين الى أسفل السافلين،يحطمهم نيران جهنم الاخرة التي قيل لها: هلامتلأت؟ فتقول هل من مزيد؟ و يعذبهم اللّهالعذاب الأكبر بما لديهم من موذياتالأخلاق الردية و مؤلمات الملكات المردية.
و منهم المرحومون لسلامة فطرتهم و قصورمعاصيهم و ضعف علائقهم الجسمانية، فهم منأهل الرحمة و الشفاعة، سواء صفت نفوسهم عنالأخلاق الردية و الأمراض النفسانية، اوكانوا ممن خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا، وذلك لضعف عوائقهم، و قلّة علائقهم، فنجواعن العذاب المهين بشفاعة الشافعين.
و منهم المقربون من أهل الكمال العلمي،فلهم الحظ الأوفى و المنزلة العظمى سواءبقوا في الحساب مدة و تعوّقوا في بعضالمنازل بسبب تقصيرهم في بعض الاعمال، أوبشؤم اقترانهم بجنس سوء من القوىالمتأبيّة عن طاعة الروح في حق اللّهالمتعصّية في الافعال.
فقوله: «إِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ» اشارةالى القسم الاول يدل عليه مطابقة، و هم مثلالهالكين في البحر من التجار، و الخاسرينفي سعيهم و تجارتهم فَما رَبِحَتْتِجارَتُهُمْ وَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ وهو ايضا اشارة الى القسم الثاني دال عليهالتزاما، لان رفع المركّب من الشيئين قديكون برفع أحد جزئيه، فتحقق عند هذا قسمآخر، و هو الذي لا صريخ له من معلم او مرشديتعلم منه طريق الهداية و يسلك به سبيلالنجاة، الا انه ينقذ و ينجو من الهلاكبمجرد سلامة ذاته عن الوزر و الوبال لقلةالأحمال و الأثقال، و هو بإزاء من ينجو منالغرق عند انكسار السفينة في البحر بيدصفر من رأس المال و الربح فيحتاج