مسجدا» «1» و الجهات كلها قبلة واحدة لتحققهمبقوله تعالى: فَأَيْنَما تُوَلُّوافَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [2/ 115] و صارتحركاتهم كلها عبادة و سكناتهم طاعة، واستوى عندهم مدح المادحين و ذم الذامين، وتغاير الأمور و تصاريف الأحوال في الازمنةو الدهور لتصديقهم قوله تعالى: ما أَصابَمِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِيأَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْقَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَعَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلاتَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لاتَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ [57/ 23] و كانتالدنيا و ما فيها حقيرة عندهم كما قال امير المؤمنين عليه السلام: «و اللّهما دنياكم الا كعفطة عنز؟» «2» «و اللّه لدنياكم عندي أهون من عراق خنزيرفي يد مجزوم» «3».
إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةًفَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنامُحْضَرُونَ (53) ثم أخبر سبحانه عن سرعة بعث الخلائق الىالمحشر و سعيهم الى ربهم يوم العرض الأكبربأن تلك المدة لم تكن الا صيحة واحدةبالقياس الى قدرة اللّه تعالى و عالمقدرته و جبروته و سكان ملكوته من أهل قربتهو ولايته، و ان كانت صيحات عظيمة كثيرة حسبكثرة الخلائق، متمادية الازمنة و الدهوربالقياس الى من يقع عليهم من أهل القبور وسكنة عالم الهلاك و الدثور، كما ان الصاخةالصغرى زجرة واحدة لموت شخص واحد وقيامته، و هي زجرات متعددة متماديةبالقياس الى كثرة أعضائه و قواه، فان جميعأحوال القيامة الصغرى و أهوالها عند موتالإنسان واحد، و بعث روحه و نشر صحيفته وزلزلة
1- الخصال: باب الاربعة، رقم 14. البخاري.كتاب التيمم: 1/ 91. 2- نهج البلاغة: الخطبة الثالثة: و لألفيتمدنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز. 3- نهج البلاغة: الحكم رقم: 236.