تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 183
نمايش فراداده

و تحقيق ذلك أن الموجودات الدنياوية لهاأكوان ناقصة، لأنها من حيث كونها الدنياويامور مادية و موجودات تعلقية، لان جواهرهاالمفتقرة الى مواضعها كالاعراض المفتقرةالى موضوعاتها فهي لنقص تكونها و ضعفوجودها و تغيرها و انقلابها من صورة الىصورة، و انتقالها من حال الى حال، تحتاجكالأطفال و الصبيان الى قابلة كالزمان ومهد كالمكان، و قد سبق منا أن المتحرك منحيث كونه متحركا كالحركة في كونه غير قارالذات، و كذا الزمانى كالزمان، و المكانيكالمكان، و كل واحد من الزمان و المكان منالأمور الضعيفة الوجود، لان وجود كل جزءمن كل منهما يقتضى عدم الجزء الاخر، و حضوركل جزء يقتضى غيبة الجزء الاخر.

و اما وجود الاخرة فهو الكون التام، وموجوداتها أكوان دائمة ثابتة مستقلة،فيزول التغير عن المتغير، و الزوال عنالزائل، و الغيبة عن الغائب، فيتصفالمتغير هناك بالثابت، و الغائب بالحاضر،لان الاخرة دار الحقائق، و لكل شي‏ء حقيقةثابتة، فلزمان الاخرة خاصية البقاء والثبات، و لمكانها خاصية الحضور و الجمعيةيَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ[64/ 9] لكن إذا أريد أن يخبر عنهما للمحبوسينفي حبس الزمان، و المسجونين في سجن المكانيعبر عنهما بأمثلة زمانية او مكانية. فعبرعن حقيقة الزمان بأقل زمان لان الموجود منالزمان عند الجمهور ليس الا ما يسمونه«آنا» فقيل: وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِإِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَأَقْرَبُ [16/ 77]. و إذا أشير الى مكان الاخرةو حقيقة المكان عبّر عنهما بأوسع مكان،لان المكان شأنه السعة و الاحاطة و يتحددبأوسع الأجسام، فقيل: جَنَّةٍ عَرْضُهَاالسَّماواتُ وَ الْأَرْضُ [3/ 133].

و كذلك يعبر عن زمان القيامة بـ «الساعة»و عن مكانها بـ «الساهرة» فيكون الخلائقمجموعين حاضرين في محشر واحد في ساعةواحدة، فكما أن يوم‏