و اتفق أكثر المفسرين على أن المراد منهالنبي صلى الله عليه وآله وسلم و ان اختلفتالعبارات و تعددت الإشارات، فقيل معناه:«يا انسان»- و هو قول ابن عباس- و قيل: «يارجل»- عن الحسن و أبي العالية- و قيل: معناه:«يا محمد صلى الله عليه وآله»- عن سعيد بنجبير و محمد بن حنفية- و قيل معناه:
«يا سيد» و قيل:
«هو اسم النبي (ص)»- عن علي و أبي جعفرالباقر عليهما السلام- و لهذا يقال لآله عليهم السلام «آل يس»-
وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) المحكم عن الباطل و التحريف، او: ذيالحكمة- لما فيه من الآيات الدالات علىالعلوم الربوبيات- و فيه سر آخر و هو أنيكون المراد به عقل الرسول الذي فيه صورمعلومات الأشياء و حقائقها كما في اللوحالمحفوظ، و هو الذكر الحكيم، و قد وقعالاصطلاح من أقوام على تسمية العقل الذيفيه مبدأ تفاصيل المعقولات «عقلاقرآنيّا» و على تسمية النفس التي استمدتمنه في حضور تلك التفاصيل «عقلا فرقانيا»فعلى هذا يكون هذا القسم من قبيل «لعمرك».
و مما يؤكد هذا المطلب أن كل ما ظهر منالآثار الصادرة من اللّه في مظهر خاص بحسبما يوجد فيه من ملكة قائمة أو صفة راسخة اواتصال قوى بالمبدإ الفعال فهو انما كان منحقيقة ذلك المظهر، فالقرآن بحسب الذات والماهية كان خلق الرسول، و هذا أمر اتفقعليه أذواق أهل اللّه.