تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 214
نمايش فراداده

بكثرة التأثيرات الغريبة.

و يعلم من قوله: «فجميع ما يدركه الإنسانبعد موته- الى آخره-» و قوله:

«كل انسان في البرزخ مرهون بكسبه- الىآخره-» أن الصور الاعتقادية هي بعينهاستصير بعد القيامة موجودات عينية متحققةالقوام مستمرة الثبات و الدوام مؤثرة فيالنفوس الذاذا و ايلاما، و أن المكاسبالعملية هي بعينها ستصير اما منشأ انطلاقالنفس عن وثاقها الى سعة الرحمة الالهية،او منشأ لانحباسها عن عالمها و تقيدهابسلاسل التعلقات و ضيق عطنها و طردها عنالرحمة و بعدها عن الجنة في غصة و عذابأليم، و انحدار الى مهوى الجحيم.

قوله سبحانه: [سورة يس (36): آية 59]

وَ امْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَاالْمُجْرِمُونَ (59) اي: انفصلوا و تفردوا و اعتزلوا أيّهاالمجرمون- من الكافرين و المنافقين- عنالمؤمنين الكاملين في العلم و اليقين، وكونوا على حدة و ذلك حين كشف الغطاء و رفعالحجب بالموت، بل عند القيام الى المحشرعن هذه القبور، و نحوه قوله تعالى: يَوْمَتَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍيَتَفَرَّقُونَ* فَأَمَّا الَّذِينَآمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْفِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ* وَ أَمَّاالَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوابِآياتِنا وَ لِقاءِ الْآخِرَةِفَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ [30/14- 16].

و عن الضحاك: لكل كافر بيت من النار يدخلفيه فيردم بابه، لا يرى و لا يرى و معناه أنبعضهم يمتاز عن بعض.