تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 356
نمايش فراداده

هم لا يتعجبون من النار كيف تفرق المجتمع،و كيف تحيل أجساما كثيرة الى مثل طبيعتهافي ساعة، و لا يشتغلون بالبحث عن علته وغايته، ما يجيبون عنه إذا سئلوا ذلك أنيقولوا: لان النار حارة.

ثم السؤال عائد في أن النار لم يفعل هذا؟فيكون منتهى الجواب للطبيعي أن يقول: انالحرارة قوة من شأنها أن يفعل ذلك الفعل.

ثم ان سئلوا بعد هذا انه لم كان هذا الجسمحارا دون البارد؟ لم يكن جوابهم الاالجواب الالهي، ان ارادة الصانع هكذا ثميتعجبون من حكايات الأنبياء و معجزاتهم واخبارهم عن خواص بعض الأشياء، و إنذارهمبالأمور الاخروية و ما يترتب على كل فعلانساني، من الثواب للمحسن، و العقابللمسي‏ء و يشتغلون في كل حكم بالبحث عنعلته و طلب اللميّة له، و لا يقتنعون بجوابالمجيب الالهي، من أن خاصية هذا الشي‏ءترتب الأثر الفلاني عليه، و أن سبب وجودهعلى هذا الوجه ارادة الصانع بجهات فاعليةعند حصول الأسباب المستندة اليه تعالى.كما أن سبب كون السماء سماء و الأرض أرضاارادته و علمه الازلي بكيفية نظام العالم،و يسخرون ممن يجيب بهذا الجواب.

و ليس هذا الجواب قاصرا عن الجواب الاولالذي سبق ذكره، و ليس ما يتعجب المنكرللمعاد من احياء العظام الميتة الباليةبأعجب من اذابة النار الحديد و الحجر فيساعة قصيرة، لكن الناس تعجبوا عمااستندروه، و حملهم التعجب على طلب العلةفيما تعجبوا عنه، و لم يعرض لهم طلب اللمّفيما كثرت مشاهدتهم له، و ان كان المشاهدأعجب.

و في المركبات العنصرية ما حكمه أعجب منالأمور النادرة، فان حركة البدن الثقيلالى فوق و الى جوانب مختلفة بمجرد ارادةالنفس أعجب من كل عجيب يندر وجوده، و معذلك فكم من انسان لا يتعجب عنها أصلا لعدمتنبّه‏