تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 395
نمايش فراداده

ما تولاه عدلا منه و رحمة.

و قد ورد: ان اللّه خلق الخلق في ظلمة، ثمقال لهم ليختر كل منهم صورة أخلقه عليها، وهو قوله تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْناكُمْثُمَّ صَوَّرْناكُمْ [7/ 11] فمنهم من قال:«رب أخلقنى خلقا حسنا أعدل ما يكون، حتى لايكون مثلي أحد في الحسن و الجمال» و منهممن قال: «أخلقني خلقا قبيحا أبعد ما يكونمن التناسب و أوغله في التنافر، حتى لايكون مثلي في القبح و البعد عن الاعتدالأحد» و كل منهما أحب لنفسه التفرد، فان حبالفردانية فطرة اللّه السارية في كل الأممالتي يقوم بها وجود كل شي‏ء، فخلق اللّهكلا من الخلق على ما اختار لنفسه، و أرادلكل منهم ما أراده لنفسه.

تفريع آخر فاعلم يا حبيبي ان كل نكرة معرفة، و قبل كللعنة رحمة، و هي الرحمة التي وسعت كلشي‏ء، فان اللّه تولى كل أحد ما تولاهلنفسه، و هو قوله: وَ مَنْ يُشاقِقِالرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَلَهُ الْهُدى‏ وَ يَتَّبِعْ غَيْرَسَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ماتَوَلَّى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً [4/ 115].

و قد ورد في الخبر موقوفا على ابن مسعود فيصفة يوم القيامة «1» ان اللّه عز و جل ينزلفي ظلل من الغمام من العرش الى الكرسي،فينادى مناد أيها الناس، ألم ترضوا منربكم الذي خلقكم و رزقكم و أمركم أن تعبدوهو لا تشركوا به شيئا، أن يولي كل أحد منكمما كانوا يتولون و يعبدون في الدنيا أليسذلك عدلا من ربكم؟ قالوا: بلى.

1- راجع الحديث في المستدرك للحاكم: كتابالأهوال: 4/ 590 و الترغيب و الترهيب للمنذرى:كتاب البعث: 6/ 183.