تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 43
نمايش فراداده

و ترك ذكر المفعول به و إضماره للاشعاربأن الغرض ذكر المعزز، و ما لطف فيه من حسنالتدبير حتى قهر الباطل و أذل المنكر، وإذا انصب الكلام في محط الغرض من سياقه فلاضير في طرح ما سواه و رفضه، كقولك: «حكمالأمير اليوم بالحق» من غير ذكر المحكومله او عليه.

و حكى انه لما أرسل شمعون الى أهل القريةدخل متنكرا و عاشر حاشية الملك، حتىاستأنسوا به و رفعوا خبره الى الملك فأنسبه، فقال له ذات يوم:

«بلغني أنك حبست رجلين فهل سمعت مايقولانه؟».

قال: «لا، حال الغضب بيني و بين ذلك».

فدعاهما، فقال شمعون: «من أرسلكما؟».

قالا: «اللّه الذي خلق كل شي‏ء و ليس لهشريك» فقال: «صفاه و أوجزا» قالا: «يفعل مايشاء و يحكم ما يريد» قال: «و ما آيتكما؟»قالا: «ما يتمنى الملك».

فدعا بغلام مطموس العينين، فدعيا اللّهحتى انشق له بصره، و أخذا بندقتينفوضعاهما في حدقتيه فكانتا مقلتين ينظربهما، فقال له شمعون: «أ رأيت لو سئلت إلهكحتى يصنع مثل هذا فيكون لك و له الشرف؟»قال: «ليس لي عنك سر ان الهنا لا يبصر و لايسمع و لا يضر و لا ينفع».

و كان شمعون يدخل معهم على الصنم فيصلي ويتضرع و يحسبون أنه منهم ثم قال: «ان قدرإلهكما على احياء ميّت آمنّا به» فدعوابغلام مات من سبعة