تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 125
نمايش فراداده

المقرّبين الذين هم أهل التوحيد والعلماء باللّه و آياته، و هم الأخيارالأحرار، المرتفعون عن عالم السير والسلوك، لوصولهم إلى المقصود الحقيقي، بلهم مقصد السالكين- و لا تعد عيناك عنهم- وهم الذين قيل في وصفهم:

«إن احضروا لم يعرفوا، و إن غابوا لميقصدوا» «48» فحالهم بعينه حال الملائكة المقرّبين.فَرَوْحٌ أي: فلروحه روح الاطمينان ورواحة السكون عند اللّه «49» و برد اليقين،و لقلبه ريحان من رزق معلوم تفوح منه رائحةاليقين التي بها قوّة القلوب، و لنفسهجنّة نعيم يسرح فيها و يرتع في رياضها قضاءلشهواتها الحيوانيّة فيها ما تشتهيالأنفس و تلذّ الأعين، و هي المشتهياتالتي كانت ممنوعة من قشورها «50» بأمر رائضالشرع مدة الرياضة في إصطبل الدنيا و مآبالدوابّ و موطن الحيوانات الهالكة: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَالْحَيَوانُ فهي موطن الحيوانات الباقية.

و قرء يعقوب: فروح- بالضمّ- و هو قرائةالنبيّ صلى الله عليه وآله و ابن عبّاس والحسن، و معناه: فله البلوغ إلى مقام الروحالعلويّ من مقام الطبع و النفس، أولهالاتّصال بالروح الأعظم و القلم الأعلى.

و قال الحسن: الروح- بالضمّ- الرحمةالإلهيّة، لأنّها كالحيوة للمرحوم.

و قيل: البقاء.

و الريحان: الرزق. أي فهذان له معا، و هوالخلود مع الرزق و النعيم.

و قيل: و الريحان: كلّ نباهة و شرف. و قيل:الريحان: المشموم من رياحين‏

(48) راجع البحار ج 78 ص 162. و في نسخة: لميفقدوا (يفتقدوا).

(49) عند وصول الحق- نسخة.

(50) عن قشور منها- نسخة.