تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 127
نمايش فراداده

و عن قتادة: فسلام لك أيّها الإنسان الذيهو من أصحاب اليمين من عذاب اللّه، و سلمتعليك ملائكته.

و قيل معناه: فترى فيهم يا محمّد ما تحبّلهم من السلامة من الخوف و المكاره.

و قال الفراء: فسلام لك إنّك من أصحاباليمين- فحذف «إنّك».

قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): الآيات 92الى 94]

وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَالْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92)فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَ تَصْلِيَةُجَحِيمٍ (94) و قرء: وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ- بالرفع-عطفا على نزل- و بالجرّ- عطفا على حميم.

أي: إن كان المتوفّى من أهل الشمال والنكال و الشرّ و الوبال، و هم المضلّونالمكذّبون بيوم الدين، و الضالّونالناكبون عن منهج الدين، لعدم نور المعرفةو اليقين، فله نزل من حميم جهنّم بإزاء مايعدّ للضيف من الأطعمة و الأشربة، و تصليةنار الجحيم، أي: إدخالها له إيّاها. لأنّحقيقة ذواتهم النفسانيّة حصلت من نارالطبيعة و شرورهم من شررها كما مرّت إليهالإشارة، فلا جرم الشي‏ء يعود إلى أصله.

و تلك النار الاخرويّة كانت كامنة فيبواطنهم متسخّنة «53» في قلوبهم و كانوا فيالدنيا محترقة بها و هم لا يشعرون لغلظالحجاب، فإذا ازيل بالموت‏

(53) مسخنة- مسجنة- نسخة.