تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 129
نمايش فراداده

و قد نبه الشرع على ذلك بقوله تعالى: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌبِالْكافِرِينَ [29/ 54].

و على بعض مواضع الجنّة و النار بقوله: «ما بين قبري و منبري روضة من رياضالجنّة» «54» و بقوله في وادي محسّر بمنى و غير ذلك: «منأودية النار».

و لهذا شرع الإسراع في الخروج عنه لامّته،فإنّه يرى ما لا يرون و يشهد ما لا يشهدون.

و أخبر أيضا في نهر النيل و الفرات و سيحان وجيحان أنّها: «من أنهار الجنّة» «55» و أهل الكشف يرون هذه الأنهار من عسل و ماءو خمر و لبن كما هو في الجنّة، و من الناسمن يستصحبه هذا الكشف و منهم من لا يستصحبهلحكمة أخفاها اللّه تعالى في خلقه.

و إلى هذا الكشف وقعت الإشارة بقوله عزّاسمه:

سورة الواقعة (56): آية 95

إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) أي: هذه المذكورات من الأحكام الثلاثةللطوائف الثلاثة ممّا لا شبهة فيه و لا ريبيعتريه عند أهل الكشف بل هو مشهود لهم. إذمعنى حقّ اليقين هو اليقين البالغ حدّالشهود، فلأهل اللّه أعين يبصرون بها، ولهم آذان يسمعون بها، و لهم قلوب يعقلونبها، و ألسنة يتكلّمون بها، غير ما هي هذهالأعين و الآذان و القلوب و الألسنة عليهمن الصورة، فكلامهم في كلّ ما يخبرون بهامصيب، فإنهم يشاهدون ببصائرهم المنورّةبنور الحقّ اليقين:

(54) في كثير من الروايات: «ما بين بيتي ومنبري» راجع البحار: ج 3 ص 185.

(55) المسند: ج 2 ص 261. الخصال: باب الاربعة، ص250.