تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 130
نمايش فراداده

فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِيالصُّدُورِ عن الحقّ أي الصدور المنشرحةبالكفر، لقوله: وَ لكِنْ مَنْ شَرَحَبِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْغَضَبٌ مِنَ اللَّهِ [16/ 106].

و أمّا الصدور المنشرحة للإسلام ففيهاقلوب منورة من اللّه لقوله:

و من يشرح صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَعَلى‏ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌلِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ [39/ 22] فإنّهمصُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لايَعْقِلُونَ عن اللّه، فهم لا يرجعون إلىاللّه، و و اللّه إنّ عيونهم لفي وجوههم وإنّ أسماعهم لفي آذانهم، و إن قلوبهم لفيصدورهم، و إن ألسنتهم لفي أفواههم، و لكنالعناية ما سبقت لهم بالحسنى، فلا يرون مايرون، و لا يسمعون ما يسمعون، و لا يعقلونما يعقلون و عن السمع لمعزولون، كما فيقوله: وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُبَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ [8/ 24] و قوله:نَطْبَعُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لايَسْمَعُونَ [7/ 100].

و هكذا حال أهل النار من الأشرار كمااعترفوا بذنبهم في يوم القيامة:

لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ماكُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ [67/ 10] وللّه الحمد و الشكر و له التسبيح و التقديسعلى ما هدينا و أولانا، حيث حبانا تلكالقلوب و الأعين و الآذان و الألسن.

و لقد ورد في حديث نبويّ صحيح عند أهلالكشف- و إن لم يثبت طريقه عند أهل النقللضعف الراوي- أنّه صلى الله عليه وآله قال: «لو لا تزييد«56» في حديثكم و تمزيج «57» في قلوبكملرأيتم ما أرى و سمعتم ما أسمع» «58».

(56) تزيد- نسخة.

(57) تمريح- نسخة.

(58) في المسند: ج 2 ص 266: «لولا تمريغ قلوبكم اوتزيدكم في الحديث».