تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 170
نمايش فراداده

[9/ 71] و من لم يؤمن بالنبيّ صلى الله عليهوآله فإنّهم ليسوا ممّن عناهم اللّهبقوله: وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ و إن كانمبعوثا على كافّة الخلق بالدعوة، و بقوله:وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُالْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ فإنّ من لم يؤمنلم يكن ممّن زكّاه اللّه تعالى و علّمهالقرآن و الحكمة.

و قيل: إنّ قوله لمّا يلحقوا بهم- يعني فيالفضل و السابقة، فإنّ التابعين لا يدركونسيادة السابقين من الصحابة و خيارالمؤمنين- تأمّل-.

إشراق عرشي‏

تحقيق الكلام و تلخيص المرام في هذا السبقو اللحوق: أنّ الناس في الايمان باللّه واليوم الآخر و الملائكة و النبيّين والكتب و الأئمّة و الدنيا و الآخرة و عالمالبرزخ- و غير ذلك- على ثلاث طبقات:

لأنّهم إمّا أن ينالوا ذلك بإلهام اللّه ووحيه من غير تعليم بشريّ أصلا، أم لا.فالأوّل مرتبة الأنبياء- صلوات اللّهعليهم-. و أمّا الثاني فلا يخلو إمّا أنيصلوا إلى مقام الاستفاضة من اللّه بحسبالتابعيّة بلا تعمّل فكريّ، أم لا.فالأوّل مرتبة الأولياء ذوي الاستبصار «4»و الثالث مرتبة الحكماء و العلماءالنظّار.

و أمّا أهل التقليد: فهم بمعزل عن البلوغإلى حقائق الايمان، بل إنّما يصلون إلىشبح منه، فينالون في الآخرة ضربا من رحمةاللّه و تفضّله بحسب ما تصوّروه من هذهالمعارف على سبيل التمثيل «5»، و بحكم:

«من تشبّه بقوم‏

(4) الأبصار- نسخة.

(5) التمثّل- نسخة.