تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 171
نمايش فراداده

فهو منهم» «6».

يحشرون في القيامة مع الذين أنعم اللّهعليهم من النبيّين و الصدّيقين، فحياتهمالاخرويّة حيوة بالعرض كحيوة الشعر والظفر من الإنسان، فإنّ الحيوة القائمةبنفس الإنسان و روحه يسري في أعضائهالحسّاسة قصدا و في غيرها تبعا.

إذا تقرّر هذا فنقول: السابقيّة فيالايمان كما يستفاد في مواضع من القرآن-كقوله: وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَأُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [56/ 11] إشارة إلىمرتبة أولياء هذه الملّة في الايمان، واللاحقيّة فيه إشارة إلى مرتبة علماءهاقبل وصولهم إلى مرتبة الكشف و العيان، و همالمشار إليهم بأصحاب اليمين، و أمّا مجرّدالسابقيّة و اللّاحقيّة بين المؤمنين فيالزمان فليس فيه كثير تفاضل بحسب نفسالأمر، و قد تعاظم و تقدّس كتاب اللّه عنأن يعتبر فيه تقادم الأزمنة و الآجال بينالناس في تفاضل أحوال الرجال، بل يجب أنيكون ملاك الأمر في ذلك تفاوت القرب والبعد من الحقّ المتعال، و درجات شدّةانقطاع النفس عن هذه الدنيا الفانية منزلةالجهّال و الأرذال.

(6) مضى الحديث في ص 173