تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 218
نمايش فراداده

أم أنثى أسويّ أم معوج؟ فيقول اللّه ماشاء، و يخلق الملك «13».

و في لفظ آخر: يصوّر الملك فيها الروحبالسعادة و الشقاوة «14».

و قال بعض السلف: إنّ الملك الذي يقال لهالروح هو الذي يولج الأرواح في الأجسام، وإنّه يتنفّس بوصفه فيكون كلّ نفس منأنفاسه روحا يلج في جسم، و لذلك سمّي روحا.

و ما ذكره في مثل هذا الملك و صفته فهو حقّيشاهده أصحاب القلوب ببصائرهم، و هذابعينه كحال المتكلّم بالكلام الحكمي حيثأنّ كلّ نفس من أنفاسه يفيد معنى عقليّايلج في تشكّل كلامه، و كذلك ذكر اللّه فيالقرآن الآيات الدالّات على وجوده ووحدانيّته، مثل قوله تعالى: إِنَّ فِيخَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِلَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ [3/ 190].

و مثل قوله: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِيالْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىيَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [41/53] فنسب الدلالة على وجود ذاته و الشهادةعلى وحدانيته إلى الموجودات الآفاقيّة والأنفسيّة ثمّ قال: أَ وَ لَمْ يَكْفِبِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍشَهِيدٌ [41/ 53] و قال أيضا: شَهِدَ اللَّهُأَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ [3/ 18] فبيّنأنّه الدليل على نفسه.

و ليس ذلك بمتناقض بل طرق المعرفة مختلفة:بعضها من جهة الحكمة و الترتيب في النظام،و بعضها من جهة التوحيد و أحديّة الجمع،فكم من سالك عرف ذاته بوسيلة النظر إلىالموجودات، و كم من طالب عرف بالنظر إليه‏

(13) جاء ما يقرب منه في مسلم: كتاب القدر ج16/ 194.

(14) راجع الكافي: كتاب العقيقة، باب بداخلق الإنسان .. ج 6 ص 13.