تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 223
نمايش فراداده

و ظهور بواطنها و سرائرها: يَوْمَ تُبْلَىالسَّرائِرُ [86/ 9].

و يكون الحشر لهم على أنحاء مختلفة: فلقومعلى سبيل الوفد: يَوْمَ نَحْشُرُالْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً[19/ 85] و لقوم على سبيل الوهن و العذاب:

وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى‏جَهَنَّمَ وِرْداً [19/ 86] وَ يَوْمَيُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَىالنَّارِ [41/ 19] و قوم يساقون على وجوههمكالحيوانات المؤذية.

و بالجملة كلّ أحد يحشر إلى ما يعمل لأجلهو يحبّه، كما يدلّ عليه مثل قوله تعالى:قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ [17/84] و قوله: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُواوَ أَزْواجَهُمْ [37/ 22] و قوله: فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ [19/ 68] حتّى أنّه:

«لو أحب أحدكم حجرا لحشر معه»- كما ورد فيالحديث «17» - و لا شكّ أنّ المحشور مع الحجر كان من جنسالحجر. و فيه سرّ غامض (27).

و بالجملة إنّ أفاعيل الأشقياء المدبرين،المتوقّفين بحسب همهم القاصرة عنالارتقاء إلى عالم الملكوت في البرازخالحيوانيّة و ما دونها بأعمال يناسبها،فلا جرم تكون تصوّراتهم مقصورة على أغراضشهويّة أو غضبيّة أو محبّة أجساد جماديّةكالذهب و الفضّة و الياقوت، فيحشرون علىصور تلك الحيوانات و ما هي أنزل منها فيالدار الآخرة كما دلّ عليه قوله تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [81/ 5] و قول النبيّ صلى الله عليه وآله: «يحشر بعضالناس على صورة تحسن عندها القردة والخنازير».

و ربما يتصوّر بعضهم في هذه الدار بصورهمالحقيقيّة الاخرويّة لأهل الكشف و الشهودو ذلك لغلبة سلطان الآخرة على بواطنهم.

إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍيَعْقِلُونَ.

(17) الأمالي للصدوق: المجلس 82 ص 210.