تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 238
نمايش فراداده

إذا أسبغت الوضوء و استشعرت نظافة ظاهرك،صادفت في القلب انشراحا و صفاء لا تصادفهقبله، كيف- و إدراك النظافة يوجب حصولصورتها في القلب، و هذا ضرب من الوجود ففعلالطهارة أوجب حصولها في القلب- و لو بوجهضعيف-.

و ذلك لسرّ العلاقة بين عالم الشهادة وعالم الغيب و عالم الملكوت، فإنّ ظاهرالبدن من عالم الشهادة و القلب من عالمالملكوت و عالم الغيب بأصل فطرته، و إنّمايكون هبوطه إلى هذا القالب كالغريب عنموطنه الأصلي و نزوله إلى أرض عالمالشهادة عن الجنّة التي هي موطنه و موطنأبيه المقدّس لجناية صدرت أولا عن أبيه.

و كما ينحدر عن معارف القلب آثار إلىالبدن فكذلك يرتفع من أحوال الجوارح أنوارإلى القلب، و لذلك أمر بالصلاة مع أنّهاحركات للجوارح، و هي من عالم الشهادة.

و بهذا الوجه جعلها رسول اللّه صلى اللهعليه وآله من الدنيا فقال: «أحببت من دنياكم ثلاثا- الحديث»«29» و عدّ الصلوة من جملتها.

و من هاهنا قد شممت شيئا يسيرا من روائحأسرار الطهارة أيضا فإن كنت بحيث لا تصادفبعد الطهارة و إسباغ الوضوء شيئا منالصفاء الذي وصفناه، فاعلم إنّ الخدر الذيعرض على قلبك من كدورة شهوات الدنيا وشواغلها اقتضى كلال حسّ قلبك، فصار لايحسّ باللطائف و الأشياء الخفيّة اللطيفةكأكثر الناس، فاشتغل بجلاء قلبك، فذلكواجب عليك من كلّ ما أنت فيه.

(29) في الخصال باب الثلاث ص 165 و المسند ص 182و 199 ج 3 بلفظ «حبّب إليّ»