تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 27
نمايش فراداده

قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): آية 15]

عَلى‏ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) قال المفسّرون: مرمولة بالذهب، مشبّكةبالدّر و الياقوت، متداخلة بعضها في بعضكما يوضن حلق الدرع. و قيل: متواصلة أدنىبعضها من بعض.

و قد ورد في الخبر: إنّ يوم القيامة يؤتىبمنابر و أسرّة و كراسيّ كلّها من النور.فالمنابر للأنبياء عليهم السلام والأسرّة للأولياء و الكراسيّ للعلماء.

و يحتمل أن يكون كناية عن مظاهر قلوبهم أومصادر أفعالهم.

قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): آية 16]

مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (16) أي مستندين عليها جالسين. من جلوس الملوكعلى أسرّتهم. أو معتمدين عليها ساكنينإليها سكون الأرواح إلى النفوس. و هو حالمن الضمير في «علي» أي: استقرّوا عليهامتّكئين متقابلين، ينظر بعضهم بعضا، لعدمالحجاب بينهم لا خارجا و لا داخلا. أمّانفي الحجاب الخارجي عنهم فلعدم الأبدانالغليظة لهم و الحواجز الكثيفة بينهم. وأمّا نفي الحجاب الداخلي عنهم فلعدم الكفرو الفقر و الجهل و العمي و الحسد و البغض والغضب و ساير الأمراض النفسانيّة فينفوسهم، فيشاهد كلّ منهم كلّا منهم. إذ ذاتكل واحد منهم عين باصرة و اذن واعية دائماو عقل درّاك بالفعل، كما إنّه نور مبصر وكلام حقّ مسموع دائما و حقيقة معقولةبالفعل.