تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 262
نمايش فراداده

و قال في آخر سورة هود إشارة إلى هذهالمعارف الثلاثة: وَ لِلَّهِ غَيْبُالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِيُرْجَعُ الْأَمْرُ إشارة إلى أوّلها.

و أمّا علم الوسط و هو علم يجب اليوم أنيشتغل به، فله أيضا مرتبتان:

البداية و النهاية. أمّا البداية فعلمالنفس و الاشتغال بالعبوديّة، و أمّاالنهاية فقطع النظر عن الموادّ و الأسبابو التجرّد التامّ، و الاتّصال بالمبدأالفعّال و تفويض الأمور إلى مبدأ المبادئو مسبّب الأسباب و ذلك هو التوكّل، فذكرهاتين المقامين فقال: فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ.

و أمّا علم المعاد فهو مشار إليه بقوله: وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَأي: إنّ ليومك غدا ستصل إليك فيه نتائجأعمالك و ثمرات أفعالك.

و في كلام أمير المؤمنين و يعسوب الدين-عليه أزكى تسليمات المصلّين- إشارة إلىهذه العلوم الثلاثة للإنسان لإصلاحالأيّام الثلاثة له حيث‏ قال: «رحم اللّه امرأ أعدّ لنفسه، واستعدّ لرمسه، و علم من أين و في أين و إلىأين».

فقد اشتملت هذه الآية على العلومالثلاثة، و نظيرها أيضا قوله تعالى:

سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِعَمَّا يَصِفُونَ إشارة إلى علم المبدأ وقوله:

وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ إشارةإلى علم الوسط، و قوله: وَ الْحَمْدُلِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ إشارة إلىعلم المعاد، و لهذا قال في صفة أهل المعاد«7»: وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُلِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ [10/ 10].

و هذه العلوم الثلاثة مع أجزائها وأبوابها و فصولها من علم الكليّات و أحكامالماهيّات و العلم بالعلل الأربع والأسباب القصوى لوجود الأشياء الكائنة-فاعلها و غايتها و مادتها و صورتها- والعلم بمبادئ الحركات الكليّة

(7) كذا. و الظاهر: اهل الجنة.