تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 273
نمايش فراداده

فإنّ كلّ ذلك يشعر به قلبك فيسمعه الحفظة،و ذلك لأنّ شعورهم يقارن شعورك كما يعلمهالراسخون في الحكمة، حتّى إذا غاب ذكرك منشعورك بسبب ذهابك في المذكور بالكلية،فيغيب ذكرك عن شعور الحفظة، و ما دام القلبيشعر بالذكر و يلتفت إليه فهو معرض عناللّه و غير منفكّ عن شرك خفيّ حتّى يصيرمستغرقا بالواحد الحقّ، فذلك هو التوحيد،كذلك المعرفة، إذ هما واحد كما علمت.

قال بعض العارفين في مقاماته: من آثرالعرفان للعرفان فقد قال بالثاني، و منوجد العرفان كأنّه ما وجده بل وجد المعروفبه فقد خاض لجّة الوصول، أي هو الذي استمكنمن حقيقة الوصال و حلّ بحبوحة القدس.

فهذه امور نبّهت عليه لتكون متشوّقا إلىأن تصير من أهل الذوق و المحبّة بها، فإنلم تكن فمن أهل العلم بها، فإن لم تكن فمنأهل الايمان بها ايمانا بالغيب: يَرْفَعِاللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ [58/11].

و إياك و أن تكون من المنكرين لها فتلقىالعذاب الشديد، إذا كوشفت بالحقّ عندملاقات سكرات الموت الذي كنت منه تحيد، وقيل لك: لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْهذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَفَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [50/ 22].