و معنى «الرجع» ردّ الشيء إلى أوّلحاله، فعن الحسن و الجبائي و قتادة:
إنّ الذي خلقه ابتداء و من هذه الماء يقدرعلى أن يرجعه حيا بعد الموت.
و عن عكرمة و مجاهد: إنّه لقادر على ردّالماء في الصلب.
و عن الضحّاك: إنّه على ردّ الإنسان ماءكما كان قادر.
و قال مقاتل بن حيّان: كأنّه يقول: «إنّه»قادر على ردّ الإنسان من الكبر إلىالشباب، و منه إلى الصبي، و منه إلىالنطفة، و منه إلى الإحليل، و منه إلىالصلب، فكيف لا يقدر على إحيائه بعد الموت«50».
و الأصحّ القول الأوّل، لأنّ قوله جلّاسمه:
يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9) منصوب بـ «رجعه»، اللهمّ إلّا أن نصب- منجعل الضمير في رجعه للماء و فسّره برجعهإلى مخرجه من الصلب و الترائب أو الإحليل،أو للإنسان و فسّره بردّه ماء، أو بمافسّره مقاتل- بمضمر الابتلاء و الاختبار.
و السرائر: جمع السريرة. و هي ما أسرّ فيالقلوب من العقائد و النيّات، أو فيالنفوس من الأخلاق و الصفات.
و بلاؤها: تعرفّها. و التمييز بين حقّها وباطلها، و حسنها و قبحها، و طيّبها وخبيثها. قال الشاعر:
(50) راجع الأقوال في مجمع البيان: 10/ 471.