تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 337
نمايش فراداده

و معنى «الرجع» ردّ الشي‏ء إلى أوّلحاله، فعن الحسن و الجبائي و قتادة:

إنّ الذي خلقه ابتداء و من هذه الماء يقدرعلى أن يرجعه حيا بعد الموت.

و عن عكرمة و مجاهد: إنّه لقادر على ردّالماء في الصلب.

و عن الضحّاك: إنّه على ردّ الإنسان ماءكما كان قادر.

و قال مقاتل بن حيّان: كأنّه يقول: «إنّه»قادر على ردّ الإنسان من الكبر إلىالشباب، و منه إلى الصبي، و منه إلىالنطفة، و منه إلى الإحليل، و منه إلىالصلب، فكيف لا يقدر على إحيائه بعد الموت«50».

و الأصحّ القول الأوّل، لأنّ قوله جلّاسمه:

سورة الطارق (86): آية 9

يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9) منصوب بـ «رجعه»، اللهمّ إلّا أن نصب- منجعل الضمير في رجعه للماء و فسّره برجعهإلى مخرجه من الصلب و الترائب أو الإحليل،أو للإنسان و فسّره بردّه ماء، أو بمافسّره مقاتل- بمضمر الابتلاء و الاختبار.

و السرائر: جمع السريرة. و هي ما أسرّ فيالقلوب من العقائد و النيّات، أو فيالنفوس من الأخلاق و الصفات.

و بلاؤها: تعرفّها. و التمييز بين حقّها وباطلها، و حسنها و قبحها، و طيّبها وخبيثها. قال الشاعر:


  • ستبقى لها في مضمر القلب و الحشا سريرةودّ يوم تبلى السرائر

  • سريرةودّ يوم تبلى السرائر سريرةودّ يوم تبلى السرائر

(50) راجع الأقوال في مجمع البيان: 10/ 471.