إلى حركة الآخر سرعة أعظم من نصف قطرالآخر إلى نصف قطره، و نسبة حركة الآخر إلىالأوّل بطؤا بالعكس- كما برهن عليه في علمالهيئة بمقدّمات هندسيّة-.
و هذا يوافق ما نقل عن ابن زيد في مجمعالبيان «60»: «إنّ المعنّي بالرجع شمسها وقمرها و نجومها لأنّها تغيب ثمّ تطلع».
و هاهنا وجه آخر و هو إنّ الإنسان لمّا كانعالما صغيرا فيه جميع ما في هذا العالم فلايبعد أن يراد بقوله: وَ السَّماءِ ذاتِالرَّجْعِ الدماغ و ما فيه من القوىالمدركة و المتصرّفة و ما يحصل له منالأحوال المذكرة و الإلهامات و العلومالراجعة المتكرّرة.
و إن شئت خصّصت الرجوع بالقوّة المذكّرة ويقال لها: «المسترجعة» و محلّها التجويفالمؤخّر من الدماغ فأعرفها فإنّها دقيقةنفيسة. و عند تأويل السماء بالدماغ ينبغيأن يأوّل الأرض بمثل المعدة أو الكبد حيثتتصدّع عمّا ينبعث منه من الأغذية والأبخرة.
و الصدع: اسم ما يتصدّع عنه الأرض منالنبات أو تنشقّ من الأشجار و العيون وغيرهما.
و لا يبعد أن يراد من الأرض و النبات قلبالإنسان، أعني نفسه الناطقة و مراتباستعداداتها الناشية منها بامداد العقلالفعّال الذي هو كالسماء، فانّ النبات لهأزواج متفاوتة و أصناف مختلفة، فيكونبعضها إشارة إلى المرتبة الاولىللاستعداد و هو العقل الهيولاني الذي هوأوّل مراتب النفس القابلة للمعانيالكليّة.
(60) مجمع البيان: 10/ 472.