اليسير. فإن كان المراد عذاب يوم بدرفالمعنى «لا تعجل عليّ في طلب هلاكهم، بلاصبر عليهم قليلا، فإنّ اللّه يجزيهم لامحالة بالقتل و الذلّ في الدنيا». و إن كانالمراد عذاب يوم القيامة و نكال الآخرةفالمعنى «قلّل الإمهال و لا تعاجلهم بعذاباللّه و انتظر بهم، و ارض بتدبير اللّهفيهم و قضاؤه عليهم، لأن ما هو كائن آت لامحالة فهو قليل».
و النكتة في تكرير أصل اللفظ مع تغييرالهيئة إفادة زيادة التسكين منه و التصبيرعليه.
و قال ابن جني «70»: قوله: فَمَهِّلِالْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ غيّر اللفظلأنّه آثر التوكيد و كره التكرير، فلمّاتجشّم إعادة اللفظ انحرف عنه بعض الانحرافبتغيير المثال، فانتقل عن لفظ «فعّل» إلىلفظ «افعل» فقال:
امهلهم، فلمّا تجشّم التثليث جاء بالمعنىو ترك اللفظ قطعا فقال: «رويدا».
لمعات قرآنية عن أنوار رحمانية:
إنّ في الآية تنبيهات على علّو منصبالرسالة و كمال عناية اللّه في شأن الرسولصلى الله عليه وآله:
أحدها: إنّه لم يأمره بمكائدتهم ومماكرتهم إيذانا بأنّهم ليسوا بمراتبمعارضته، بل هم أقلّ و أخسّ و أحقر و أذلّمن أن يتصدّى صلى الله عليه وآلهلمدافعتهم و ممانعتهم.
و ثانيها: إنّه قابل كيدهم بكيده تعالىإشعارا بأنّه تعالى للرسول بمنزلة
(70) مجمع البيان في تفسير الآية: 10/ 472.