تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 363
نمايش فراداده

فلا بدّ في اجتماعها في مكان واحد من قاهرمختار يجبرها على الالتيام و يحفظها عنالافتراق، و ليس هو نفسها النباتيّة، لأنّحدوثها مسبوق بحدوث المزاج، المسبوقبحدوث الاستحالات النباتيّة في كيفيّاتهاالمتضادة، و الحركات لا تقع إلّا في زمانمسبوق بحالة اجتماعها-.

فلو كان الجابر لها على الالتيام و الحافظلها عن الافتراق هو النفس النباتي لزمتقدّم الشي‏ء على نفسه بمراتب.

و لا نفس حيوانيّة لتقدّم النبات علىالحيوان طبعا، فلو كان نفسه سببالاجتماعها لزم الدور- و هو محال-.

فثبت أنّ الموجد لأجزاء النبات، والمتصرّف فيها بالجمع و الحفظ عن الافتراقو الانبثاث «3» موجود مقدّس عن التركيب والامتزاج، مرتفع عن عالم الأجسام والأحياز، و عن التخصّص بالأمكنة و الجهات.

النوع الثاني في الاستدلال باختلاف أحوالالنبات من ريعانه و طراوته أوّلا، و يبسه وفنائه أخيرا، فإنّ المحيل له من حال إلىحال و المتصرف فيه من جهة الحدوث و الزوال،موجود باق متعال عن التجدّد و الانتقال،إذ لو جاز فيه التحوّل و التغيّر- و كلّمتحوّل لا بدّ فيه من محوّل يحوّله و هكذاننقل الكلام من حال- إلى حال- فلو لم تنتهالسلسلة إلى محوّل غير متحوّل و إلى مغيّرغير متغيّر «4» يلزم الدور أو التسلسل- وكلاهما مستحيلان.

فثبت وجود موجود مقدّس عن التغيّر والزمان، و متعال عن التجسّم و المكان، إذالزمان و المكان متلازمان.

(3) الانتبات- نسخة.

(4) كل متغير- نسخة.