تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 373
نمايش فراداده

لا يعرف الخلق. فهذا سبيل المرسلين والصديقين.

فلمّا حصل تمام نفس النبيّ بحسب كمالالجانبين و تمام القوّتين- العمليّة والعلميّة- وجب أن يصير فوق التمام بإفاضةالكمالات على الناقصين، و إشراق الأنوارعلى وجوه المستعدّين، و ذلك هو دعوةالعباد إلى طاعة المبدإ و المعاد، وسياقتهم «10» إلى سبيل النجاة من آفةالنقص، و الوصول إلى منبع الحيوة- و هيالمسمّاة بالرسالة- و ملاكها التذكير والتعليم المشار إليه بقوله: فَذَكِّرْ- وهو أمر، فالنبي صلى الله عليه وآله مأمورمن اللّه تعالى بفعل الرسالة، اي تكميلالناقصين على قدر استعدادهم، و تعليمهمعلى قدر قوّتهم و طاقتهم لدرك العلومالحقيقيّة.

و أكثر الخلق لا يدرك الحقائق الكليّة واصول الموجودات إلّا على سبيل التمثيل والتشبيه، و الأنبياء مأمورون بدعوة الخلقو التكلّم معهم على مبلغ «11» عقولهم، لقوله: «نحن معاشر الأنبياء أمرنا أننكلّم الناس على قدر عقولهم» «12».

و عقول أكثر الناس بمنزلة الخيال و الوهم،و لذلك كان تعليمهم الحقائق الايمانيّةعلى رتبة التمثيلات التي تناسب طبائعهمالغليظة- خصوصا الأعراب و البدويّين- وربما بلغ بعضهم في الغباوة و البلادة حيثلا ينجع لهم نصح، و لا ينفع فيهم وعظ، وخوطب النبيّ صلى الله عليه وآله لأجلهمبقوله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْأَحْبَبْتَ [28/ 56] و بقوله تعالى: إِنَّكَلا تُسْمِعُ الْمَوْتى‏ وَ لا تُسْمِعُالصُّمَّ الدُّعاءَ [27/ 80].

فقوله سبحانه: إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى‏و إن كان بحسب الظاهر شرطا

(10) سياقهم- نسخة.

(11) قدر- نسخة.

(12) الكافي: كتاب العقل و الجهل، ج 1 ص 23.