تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 41
نمايش فراداده

الظاهرة و الإنسان يقع فيها و يدرك الصورالماديّة و يستلذّ بها من حيث اشتماله علىالجوهر الحاسّ و بذلك يشارك الحيواناتاللحميّة.

و أمّا عالم الصور الاخرويّة- و هو النشأةالغيبيّة- فتختصّ بإدراكها الحواسّالباطنة و الإنسان يقع فيها و يدرك صورهاالمجرّدة عن المادّة دون المقدار و الشكل،و يستلذّ بها لاشتماله على جوهر العقلالعملي و التخيّل بالفعل و بذلك يشاركالجنّ و ضربا من الملائكة النفسانيّة.

و أمّا عالم الصور المفارقة الإلهيّة والمثل النوريّة و النشأة القدسيّة فتختصّبإدراكها القوّة الروحانيّة و البصيرةالعقليّة، و الإنسان يقع فيها و يدركصورها ببصيرته العقليّة و قوّته القدسيّةو هذه القوّة مفقودة في أكثر الناس- بل لاتوجد إلّا نادرا- و عالم الدنيا منبعالظلمات و معدن الآفات، كما أنّ العالمالثالث محض الأنوار و الخيرات المفارقة عنالشرّ بالكلّيّة.

و أمّا العالم الأوسط فينقسم إلى صورنوريّه و ظلمانيّة، و لكلّ منها طبقات هيطبقات الجنّة و النار، فأهل الدنيا أشقياءمحضة، و أهل اللّه سعداء محضة، و أهلالآخرة ينقسم إلى السعداء- و هم أصحاباليمين و أهل الجنّة- و إلى الأشقياء- و همأصحاب الشمال و أهل النار- فمن عمل للدنياكان أجره و جزاءه المال و الجاه، و عاقبتهالحسرة و الندامة و الحرقة بالنار، و منعمل للآخرة كان أجره و جزاءه الجنّة والحور و القصور و من نظر في معرفة اللّه وعلم مبدأه و معاده و تصوّر حقايق الأشياءكما هي و صدّق بوجودها كان أجره و جزاءهالاتّصال بالملإ الأعلى و مجاورة الحقّالأوّل و مطالعة ملكوته و دوام النظر إلىوجهه الكريم، و ذلك هو الفوز العظيم والفضل الجسيم، و اللّه يهدي من يشاء إلىصراط مستقيم، و لذلك جعل اللّه المذكوراتمن السرر