تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 42
نمايش فراداده

و الولدان و الكأس من معين و الفاكهة و لحمالطير و الحور العين جزاء الأعمال، لاجزاء العلوم و المعارف، إذ لا غاية لهاإلّا أنفسها. قال بعض العرفاء «41»: إنّللّه عبادا ليس يشغلهم عن اللّه خوف النارو رجاء الجنّة.

و هكذا حكى عن نفسه الشريفة أمير المؤمنين عليهالسّلام في خطبة له.

و قد سأل بعض إخوان معروف «42» عنه: أخبرأيّ شي‏ء أهاجك إلى العبادة و الانقطاع عنالخلق؟ فسكت، فقال: ذكر الموت؟ فقال: أيّ شي‏ءالموت.

فقال: ذكر خوف القبر؟ فقال: و أيّ شي‏ءهذا.

فقال: خوف النار و رجاء الجنّة؟ فقال: وأيّ شي‏ء هذا. فقال: إنّ ملكا بيده هذاكلّه إن أحببته أنساك جميع ذلك، و إن كانتبينه و بينك معرفة كفاك جميع هذا.

و في أخبار عيسى عليه السلام «43»: إذا رأيتالتقيّ مشعوفا في طلب الرب تعالى فقدألهاه ذلك عن جميع ما سواه.

و لا يخفى عليك أنّ المشعوف بمعرفة اللّهو ملكوته هم العرفاء الإلهيون و الحكماءالربّانيّون، و إنّي لم أجد في وجه الأرضمن له شعف بعلومهم و معارفهم إلّا واحدا،تصديقا لقول من قال: «جلّ جناب الحقّ عن أنيكون شريعة لكلّ وارد أو أن يطّلع عليهإلّا واحدا بعد واحد» «44».

(41) ابو سليمان الداراني على ما في احياءالعلوم: 4/ 310.

(42) احياء العلوم 4/ 310.

(43) احياء العلوم: 4/ 310.

(44) الإشارات. آخر النمط التاسع.