تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 57
نمايش فراداده

أو الذين يأخذون كتبهم بشمالهم، أي منجانب الحسّ و الطبيعة، و قد مرّ بيان أنّالمعنيين متلازمان. و بيانه بوجه آخر: إنّالنفس الكليّة الموصوفة بالقوّتين-المعبّر عنها بلسان الشرع بـ «اللوحالمحفوظ»- ظلّ للعقل الكلّي- المعبّر عنهبـ «القلم الأعلى» و «النور المحمّدي» لقوله صلى الله عليه وآله «أوّل ما خلقاللّه نوري» «77» كما أنّ الطبيعة ظلّها.

فما لم تمتدّ من ظلّ النفس و بقيت في درجةالنوريّة سمّيت بالزمرّدة الخضراء، و ماامتدّ من ظلّ النفس فتسمّى طبيعة، و كانامتدادها على جوهر الهيولى المظلمة، فظهرمن جوهر الهيولى و الطبيعة الجسم الطبيعيمظلما، و لهذا شبّهوه بالسبخة «78»السوداء، و في هذا الجسم «79» ظهرت صور هذاالعالم و أشكاله.

فكما علمت هذا في النفس الكلّية فاعلم أنّالحال في النفوس الجزئيّة هكذا لأنهارقائق للنفس الكلّية، فلكلّ نفس جزئيّةجانبان: الأعلى و هو اليمين، و الأسفل و هوالشمال. و ليس لها الانتقال من طرف إلى طرفإلا أفراد النفوس الإنسانيّة، فإنّ كلّامنها كطير له جناحان بإحديهما يطير إلىفوق- و هي القوّة النظريّة- و بالأخرى يهويإلى تحت و هي القوّة العمليّة.

فمن طارت نفسه إلى العالم الأعلى- إمّابقوّة ذاته كالمجتهدين العارفين، أوبقوّة غيره كالمقلّدين المريدين- فهو منأهل السعادة الأخرويّة، إمّا من الفائزينالمقرّبين أو من أصحاب اليمين الناجين.

(77) البحار: ج 25 ص 22.

(78) بالشحة- بالشبحة- نسخة.

(79) القسم- نسخة.