تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 73
نمايش فراداده

بحسب جهات فاعليّة ترجع إليه من علمه وإرادته و حكمته- لا بحسب جهات قابليّة ترجعإلى القابل من مادّته و وضعه و حركته- لأنّتلك الجهات هي منشأ الفعليّة و الوجوبلحصول أصل الوجود، و هذه الجهات منشأالقوةّ و الإمكان، لتعيّنه و لاختصاصهبزمان و مكان و تعدّد و انقسام. فأشار إلىأنّه المعيد كما أنّه المنشئ، فإنّ إيجادالخلق إفادة أصل الوجود لهم و الإعادةإفادة أصل الوجود و ثمرته و غايته.فالمجي‏ء إلى الدنيا من الجنّة هو النزولمن الكمال إلى النقص و الخروج من الفطرةالأصليّة، و لا محالة صدور الخلق من الحقّ«14» لم يكن إلّا على هذا الطريق.

و الذهاب من الدنيا إلى الآخرة هو التوجّهمن النقص إلى الكمال، و الرجوع من الحالةالغريبة إلى الفطرة الأصليّة، و لا محالةرجوع الخلق الى الحقّ «15» ليس إلّا على هذاالطريق اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِتُرْجَعُونَ [30/ 11].

لكن السعداء يتوجهّون إليه تعالى بنفوسراضية و قلوب سليمة عن العلائق الظلمانيّةو العوائق الرديّة، و أمّا الأشقياءفيرجعون إليه بنفوس مظلمة كدرة كثيرةالتعلّق بالدنيا و مؤذياتها و قلوب مسودّةمنكوسة منقلبة «16» إلى الأسفل.

و التقدير: ترتيب الأمر على مقداره. قوله:نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَيحتمل أن يراد منه: نحن خلقنا الأبدانالاخرويّة عند الموت بهيئات متفاوتةمختلفة و قسمناها بين أرواحكم مناسبةلأعمالكم و أخلاقكم فإنّ الموت‏

(14، 15) الخالق- نسخة.

(16) متعلقة- نسخة.