تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 90
نمايش فراداده

و بقاء النوع ممّا لا يقبل شخصه قوّةالبقاء، ثمّ تمام الخلقة إنّما يكون لحصولالنفس الحسّاسة المتحرّكة، و هي للنفسالمتخيّلة، و هي للناطقة العارفة بالحقّ وملكوته بالقوّة، و هي للقوّة العاقلةبالفعل، الصائرة عقلا فعّالا يفيض منهالمعقولات لأنّه قلم الحقّ الأوّل، الذيينشأ منه تصوير الحقايق على ألواح القلوبو النفوس، و القلم بيد القدرة مقبوضةمسخّرة متحرّكة بها و لأجلها، و القدرةتنتهي إلى القادر فمنه الابتداء و إليهالانتهاء.

فإذا علم هذا بلغ إلى مقام التوكّل والرضاء، فإن بلغ إليهما و أحكمهما يصل إلىمقام الوحدة، فيصير عبدا مخلصا عن شوبالشرك بالكليّة، إذ في الشكر ضرب من الشركالخفيّ لكونه لاستجلاب المزيد، و كذا فيالتوكّل فإنّه يستدعي متوكّلا و متوكّلاعليه يتكلف المتوكل «63» في حوالة أمره الىالوكيل، و الرضا- و إن كان باب اللّهالأعظم- ففيه أيضا رائحة من الإشراك «64»فإنّ الراضي يستدعي «65» وجودا مقابلالوجود المرضيّ عنه، و له مجال تصرّف تركهبالاختيار، و هذه المرتبة أيضا قاصرة عندرجة الواصلين إلى درجة التوحيد، فإنارتقى من هذه الدرجات وصل إلى مقام الفناءالمحض، و محو الأثر بالكليّة، و هو منزلأهل الوحدة المطلقة فإنّ إلى اللّهالمنتهى و إليه الرجعي «66».

(63) يتوكل المتكلف- نسخة.

(64) الاشتراك- نسخة.

(65) يدعي له- نسخة.

(66) ما جاء في تفسير هذه الآية منالخطابيات مقتبس من احياء علوم الدينللغزالي: 4/ 116 و 444.