صفحهى 37
أَلَسْتُمْ فِي مَسَاكِنِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَطْوَلَ أَعْمَاراً، وَأَبْقَى آثَاراً، وَأَبْعَدَ آمَالاً، وَأَعَدَّ عَدِيْداً، وَأَكْثَفَ جُنُوداً! تَعَبَّدُوا لِلدُّنْيَا أَيَّ تَعْبُّد، وَآثَرُوهَا أَيَّ إِيثَار، ثُمَّ ظَعَنُوا عَنْهَا بِغَيْرِ زَاد مُبَلِّغ وَلاَ ظَهْر قَاطِع. فَهَلْ بَلَغَكُمْ أَنَّ الدُّنْيَا سَخَتْ لَهُمْ نَفْساً بِفِدْيَة، أوْ أَعَالَتْهُمْ بِمَعُونَة، أَوْ أَحْسَنَتْ لَهُمْ صُحْبَةً! بَلْ أَرْهَقَتْهُمْ بِالْقَوَادِحِ، وَأَوْهَقَتْهُمْ بِالْقَوَارِعِ، وَضَعْضَعَتْهُمْ بِالنَّوَائِبِ، وَعَفَّرَتْهُمْ لِلْمَنَاخِرِ، وَوَطِئَتْهُمْ بِالْمَنَاسِم، وَأَعَانَتْ عَلَيْهِمْ «رَيْبَ الْمَنُونِ». فَقَدْ رَأَيْتُمْ تَنَكُّرَهَا لِمَنْ دَانَ لَهَا، وَآثَرَهَا وَأَخْلَدَ إلَيْهَا، حِينَ ظَعَنُوا عَنْهَا لِفِرَاقِ الاَْبَدِ. وَهَلْ زَوَّدَتْهُمْ إلاَّ السَّغَبَ، أَوْ أَحَلَّتْهُمْ إلاَّ الضَّنْكَ، أَوْ نَوَّرَتْ لَهُمْ إلاَّ الظُّلْمَةَ، أَوْ أَعْقَبَتْهُمْ إلاَّ النَّدَامَةَ! أَفَهذِهِ تُؤْثِرُونَ، أَمْ إلَيْهَا تَطْمَئِنُّونَ، أَمْ عَلَيْهَا تَحْرِصُونَ فَبِئْسَتِ الدَّارُ لِمنْ لَمْ يَتَّهِمْهَا، وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا عَلَى وَجَل مِنْهَا!
مگر شما در جايگاه پيشينيان خود زندگى نمى كنيد همانها كه عمرشان از شما طولانى تر و آثارشان پا بر جاتر و آرزوهاى شان درازتر، نفراتشان فزونتر و لشكرهايشان انبوه تر بود
آنها دنيا را پرستيدند، چه پرستيدنى! و آن را بر همه چيز مقدّم داشتند چه مقدّم داشتنى!، اما سرانجام بدون زاد و توشه اى كه آنها را به منزلگاه (ابدى شان) برساند، و بدون مركبى كه با آن اين راه (پر خوف و خطر) را بپيمايند از آن كوچ كردند.