( 97 )
حدثني أبو زيد عمر بن شبة ، قال : حدثنا حيان بن بشر ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : أخبرنا ابن أبي زائدة ، عن محمد بن اسحاق ، عن الزهري قال : بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا ، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله أن يحقن دماءهم ويسيرهم ، ففعل ، فسمع ذلك أهل فدك ، فنزلوا على مثل ذلك ، وكانت للنبي صلى الله عليه وآله خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب (1).
وروى أحمد بن اسحاق أيضا ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، لما فرغ من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك ، فبعثوا الى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فصالحوه على النصف من فدك ، فقدمت عليه رسلهم بخيبر أو بالطريق ، أو بعدما أقام بالمدينة ، فقبل ذلك منهم ، وكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وآله خالصة له ، لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب .
وقد روى أنه صالحهم عليها كلها ، الله أعلم أي الأمرين كان .
قال : وكان مالك بن أنس ، يحدث عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو ابن حزم ، أنه صالحهم على النصف فلم يزل الأمر كذلك حتى أخرجهم عمر بن الخطاب وأجلاهم ، بعد أن عوضهم على النصف الذي كان لهم عوضا من ابل وغيرها .
وقال غير مالك بن أنس : لما أجلاهم عمر بعث إليهم من يقوم الأموال ، بعث أبا الهيثم بن التيهان ، وفروة بن عمرو ، وحباب بن صخر ، وزيد بن
(1) ابن أبي الحديد 6 : 21 . الأموال : 9 عن يحيى بن سعيد . فدك : 3 . فتوح البلدان : 36 .