مفاتیح الشرائع

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

جلد 16 -صفحه : 177/ 21
نمايش فراداده

حالا فيه فهو منكر له، و ما ثبت بالدلائلأن الإله موجود ليس بجسم و لا حالا في جسم،فحينئذ يكون المشبه منكرا لوجود الإلهفثبت أن اليهود منكرون لوجود الإله.

فإن قيل: فاليهود قسمان: منهم مشبهة، ومنهم موحدة، كما أن المسليمن كذلك فهب أنالمشبهة منهم منكرون لوجود الإله، فماقولكم في موحدة اليهود؟

قلنا: أولئك لا يكونون داخلين تحت هذهالآية، ولكن إيجاب الجزية عليهم بأن يقال:لما ثبت وجوب الجزية على بعضهم وجب القولبه في حق الكل ضرورة أنه لا قائل بالفرق. وأما النصارى: فهم يقولون:

بالأب و الابن و روح القدس و الحلول والاتحاد، و كل ذلك ينافي الإلهية.

فإن قيل: حاصل الكلام: أن كل من نازع في صفةمن صفات اللّه، كان منكرا لوجود اللّهتعالى، و حينئذ يلزم أن تقولوا: إن أكثرالمتكلمين منكرون لوجود اللّه تعالى، لأنأكثرهم مختلفون في صفات اللّه تعالى ألاترى أن أهل السنة اختلفوا اختلافا شديدافي هذا الباب، فالأشعري أثبت البقاء صفة،و القاضي أنكره، و عبداللّه بن سعيد أثبتالقدم صفة، و الباقون أنكروه، و القاضيأثبت إدراك الطعوم، و إدراك الروائح، وإدراك الحرارة و البرودة، و هي التي تسمىفي حق البشر بإدراك الشم و الذوق و اللمس،و الأستاذ أبو إسحق أنكره، و أثبت القاضيللصفات السبع أحوالا سبعة معللة بتلكالصفات، و نفاة الأحوال أنكروه، وعبداللّه بن سعيد زعم أن كلام اللّه فيالأول ما كان أمرا و لا نهيا و لا خبرا، ثمصار ذلك في الإنزال، و الباقون أنكروه، وقوم من قدماء الأصحاب أثبتوا لله خمسكلمات، في الأمر، و النهي، و الخبر، والاستخبار، و النداء، و المشهور أن كلاماللّه تعالى واحد، و اختلفوا في أن خلافالمعلوم هل هو مقدور أم لا؟ فثبت بهذا حصولالاختلاف بين أصحابنا في صفات اللّه تعالىمن هذه الوجوه الكثيرة، و أما اختلافاتالمعتزلة و سائر الفرق في صفات اللّهتعالى، فأكثر من أن يمكن ذكره في موضعواحد.

إذا ثبت هذا فنقول: إما أن يكون الاختلاففي الصفات موجبا إنكار الذات أو لا يوجبذلك؟ فإن أوجبه لزم في أكثر فرق المسلمينأن يقال: إنهم أنكروا الإله، و إن لم يوجبذلك لم يلزم من ذهاب بعض اليهود و ذهابالنصارى إلى الحلول و الاتحاد كونهممنكرين للإيمان باللَّه، و أيضا فمذهبالنصارى أن أقنوم الكلمة حل في عيسى، وحشوية المسلمين يقولون: إن من قرأ كلاماللّه فالذي يقرؤه هو عين كلام تعالى، وكلام اللّه تعالى مع أنه صفة اللّه يدخل فيلسان هذا القارى‏ء و في لسان جميع القراء،و إذا كتب كلام اللّه في جسم فقد حل كلاماللّه تعالى في ذلك الجسم فالنصارى إنماأثبتوا الحلول و الاتحاد في حق عيسى. و أماهؤلاء الحمقى فأثبتوا كلمة اللّه في كلإنسان قرأ القرآن، و في كل جسم كتب فيهالقرآن، فإن صح في حق النصارى أنهم لايؤمنون باللَّه بهذا السبب، وجب أن يصح فيحق هؤلاء الحروفية و الحلولية أنهم لايؤمنون باللَّه، فهذا تقرير هذا السؤال.

و الجواب: أن الدليل دل على أن من قال إنالإله جسم فهو منكر للإله تعالى، و ذلك لأنإله العالم موجود ليس بجسم و لا حال فيالجسم، فإذا أنكر المجسم هذا الموجود فقدأنكر ذات الإله تعالى، فالخلاف بين المجسمو الموحد ليس في الصفة، بل في الذات، فصحفي المجسم أنه لا يؤمن باللَّه أماالمسائل التي حكيتموها فهي اختلافات فيالصفة، فظهر الفرق. و أما إلزام مذهبالحلولية و الحروفية، فنحن نكفرهم قطعا،