عرفان اسلامی

حسین انصاریان

جلد 5 -صفحه : 239/ 131
نمايش فراداده

باب 14 : در آداب قرائت قرآن

قال الصّادِقُ عليه‏السلام :

مَنْ قَرَءَ الْقُرانَ وَلَمْ يَخْضَعْ للّهِ وَلَمْ يَرِقَّ قَلْبُهُ وَلَمْ يُنْشِئْ حُزْناً وَوَجَلاً فى سِرِّهِ فَقَدِ اسْتَهانَ بِعِظَمِ شَأْنِ اللّهِ وَخَسِرَ خُسْراناً مُبيناً.

فَقارِى الْقُرْآنِ يَحْتاجُ إلى ثَلاثَةِ اَشْياءٍ قَلْبٍ خَاشِعٍ وَبَدَنٍ فارِغٍ وَمَوْضِعٍ خالٍ فَإذا خَشَعَ لِلّهِ قَلْبُهُ فَرَّ مِنْهُ الشَّيْطانُ الرَّجيمُ قالَ اللّهُ تَعالى فَإذا قَرَاْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ .

وَإذا تَفَرَّغَ نَفْسُهُ مِنَ الْأسْبابِ تَجَرَّدَ قَلْبُهُ لِلْقَراءَةِ فَلا يَعْتَرِضُهُ عارِضٌ فَيَحْرِمَهُ بَرَكَةَ نُورِ الْقُرْانِ وَفَوائِدَهُ .

وَإذا اتَّخَذَ مَجْلِساً خالِياً وَاعْتَزَلَ الْخَلْقَ بَعْدَ أنْ أتى بِالخَصْلَتَيْنِ الأوَّلَتَيْنِ (خُضُوعِ الْقَلْبِ وَفَراغِ الْبَدَنِ)[267] إسْتَأنَسَ رُوحُهُ وَسِرُّهُ بِاللّهِ عَزَّوَجَلَّ وَوَجَدَ حَلاوَةَ مُخاطَباتِ اللّهِ عَزَّوَجَلَّ عِبادَهُ الصّالِحينَ وَعَلِمَ لُطْفَهُ بِهِمْ وَمَقامَ اخْتِصاصِهِ لَهُمْ بِفُنُونِ كَراماتِهِ وَبَدائِعَ إشاراتِهِ .

فَإذا شَرِبَ كَأساً مِنْ هذَا الْمَشْرَبِ حينَئِذٍ لا يَخْتارُ عَلى ذلِكَ الْحالِ حالاً وَلا عَلى ذلِكَ الْوَقْتِ وَقْتاً بَلْ يُؤثِرُهُ عَلى كُلِّ طاعَةٍ وَعِبادَةٍ لِأنَّ فيهِ الْمُناجاةَ مَعَ الرَّبِّ بِلا واسِطَةٍ .

فَانْظُرْ كَيْفَ تَقْرَءُ كِتابَ رَبِّكَ وَمَنْشُورَ وِلايَتِكَ وَكَيْفَ تُجيبُ أوامِرَهُ وَنَواهيِهِ ، وَكَيْفَ تَمْتَثِلُ حُدُودَهُ فَإنَّهُ كِتابٌ عَزيزٌ لا يَأتيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزيلٌ مِنْ حَكيمٍ حَميدٍ .

فَرَتِّلْهُ تَرْتيلاً وَقِفْ عِنْدَ وَعْدِهِ وَوَعيدِهِ وَتَفَكَّرْ فى أمْثالِهِ وَمَواعِظِهِ ، وَاحْذَرْ مِنْ اِقامَتِكَ حُرُوفَهُ فى إضاعَةِ حُدُودِهِ .

[ مَنْ قَرَءَ الْقُرانَ وَلَمْ يَخْضَعْ للّهِ وَلَمْ يَرِقَّ قَلْبُهُ وَلَمْ يُنْشِئْ حُزْناً وَوَجَلاً فى سِرِّهِ فَقَدِ اسْتَهانَ بِعِظَمِ شَأْنِ اللّهِ وَخَسِرَ خُسْراناً مُبيناً ]