شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 291
نمايش فراداده

خطبه 107-حادثه هاى بزرگ

الشرح:

الملاحم: جمع ملحمه، و هى الوقعه العظيمه فى الحرب، و لما كانت دلائل اثبات الصانع ظاهره ظهور الشمس، وصفه (ع) بكونه ظهر و تجلى لخلقه، و دلهم عليه بخلقه اياهم و ايجاده لهم.

ثم اكد ذلك بقوله: (و الظاهر لقلوبهم بحجته) و لم يقل (لعيونهم) لانه غير مرئى، و لكنه ظاهر للقلوب بما اودعها من الحجج الداله عليه.

ثم نفى عنه الرويه و الفكر و التمثيل بين خاطرين، ليعمل على احدهما، لان ذلك انما يكون لارباب الضمائر و القلوب اولى النوازع المختلفه و البواعث المتضاده.

ثم وصفه بان علمه محيط بالظاهر و الباطن و الماضى و المستقبل، فقال: ان علمه خرق باطن الغيوب المستوره، و احاط بالغامض من عقائد السرائر.

الشرح:

شجره الانبياء اولاد ابراهيم (ع)، لان اكثر الانبياء منهم: و المشكاه: كوه غير نافذه، يجعل فيها المصباح.

و الذوابه.

طائفه من شعر الراس، و سره البطحاء: وسطها، و بنوكعب بن لوى يفخرون على بنى عامر بن لوى بانهم سكنوا البطاح، و سكنت عامر بالجبال المحيطه بمكه، و سكن معها بنو فهر بن مالك، رهط ابى عبيده بن الجراح و غيره، قال الشاعر: فحللت منهابالبطا ح و حل غيرك بالظواهر و قال طريح بن اسماعيل: انت ابن مسلنطح البطاح و لم تطرق عليك الحنى و الولج و قال بعض الطالبيين: و انا ابن معتلج البطاح اذا غدا غيرى، و راح على متون ظواهر يفتر عنى ركنها و حطيمها كالجفن يفتح عن سواد الناظر كجبالها شرفى، و مثل سهولها خلقى، و مثل ظبائهن مجاورى

الشرح:

انما قال: (دوار بطبه)، لان الطبيب الدوار اكثر تجربه، او يكون عنى به انه يدور على من يعالجه، لان الصالحين يدورون على مرضى القلوب، فيعالجونهم و يقال: ان المسيح رئى خارجا من بيت مومسه، فقيل له: يا سيدنا، امثلك يكون هاهنا! فقال: انما ياتى الطبيب المرضى.

و المراهم: الادويه المركبه للجراحات و القروح.

و المواسم: حدائد يوسم بها الخيل و غيرها.

ثم ذكر انه انما يعالج بذلك من يحتاج اليه، و هم اولو القلوب العمى، و الاذان الصم، و الالسنه البكم، اى الخرس.

و هذا تقسيم صحيح حاصر، لان الضلال و مخالفه الحق يكون بثلاثه امور: اما بجهل القلب، او بعدم سماع المواعظ و الحجج، او بالامساك عن شهاده التوحيد و تلاوه الذكر، فهذه اصول الضلال، و اما افعال المعاصى ففروع عليها.

(فصل فى التقسيم و ما ورد فيه من الكلام) و صحه التقسيم باب من ابواب علم البيان، و منه قوله سبحانه: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات).

و هذه قسمه صحيحه، لان المكلفين: اما كافر، او مومن، او ذو المنزله بين المنزلتين، هكذا قسم اصحابنا الايه على مذهبهم فى الوعيد.

و غيرهم يقول: العباد اما ع اص ظالم لنفسه، او مطيع مبادر الى الخير، او مقتصد بينهما.

و من التقسيم ايضا قوله: (و كنتم ازواجا ثلاثه فاصحاب الميمنه ما اصحاب الميمنه و اصحاب المشامه ما اصحاب المشامه و السابقون السابقون) و مثل ذلك.

و قوله تعالى: (هو الذى يريكم البرق خوفا و طمعا)، لان الناس عند رويه البرق بين خائف و طامع.

و وقف سائل على مجلس الحسن البصرى، فقال: رحم الله عبدا اعطى من سعه، او واسى من كفاف، او آثر من قله! فقال الحسن: لم تترك لاحد عذرا.

و من التقسيمات الفاسده فى الشعر قول البحترى: ذاك وادى الاراك فاحبس قليلا مقصرا فى ملامه او مطيلا قف مشوقا، او مسعدا، او حزينا او معينا، او عاذرا، او عذولا فالتقسيم فى البيت الاول صحيح، و فى الثانى غير صحيح، لان المشوق يكون حزينا، و المسعد يكون معينا، فكذلك يكون عاذرا، و يكون مشوقا، و يكون حزينا.

و قد وقع المتنبى فى مثل ذلك، فقال: فافخر، فان الناس فيك ثلاثه مستعظم او حاسد او جاهل فان المستعظم يكون حاسدا، و الحاسد يكون مستعظما.

و من الابيات التى ليس تقسيمها بصحيح، ما ورد فى شعر الحماسه: و انت امرو اما ائتمنتك خاليا فخنت، و اما قلت قولا بلا علم فانت من الامر الذى قد اتيته بمنزله ب ين الخيانه و الاثم و ذلك لان الخيانه اخص من الاثم، و الاثم شامل لها، لانه اعم منها، فقد دخل احد القسمين فى الاخر.

و يمكن ان يعتذر له، فيقال: عنى بالاثم الكذب نفسه، و كذلك هو المعنى ايضا بقوله: (قولا بلا علم)، كانه قال له: اما ان اكون افشيت سرى اليك فخنتنى، او لم افش فكذبت على، فانت فيما اتيت بين ان تكون خائنا او كاذبا.

و مما جاء من ذلك فى النثر قول بعضهم: (من جريح مضرج بدمائه، او هارب لايلتفت الى ورائه)، و ذلك ان الجريح قد يكون هاربا، و الهارب قد يكون جريحا.

و قد اجاد البحترى لما قسم هذا المعنى، و قال: غادرتهم ايدى المنيه صبحا للقنا بين ركع و سجود فهم فرقتان: بين قتيل قبضت نفسه بحد الحديد او اسير غدا له السجن لحدا فهو حى فى حاله الملحود فرقه للسيوف ينفذ فيها ال حكم قسرا و فرقه للقيود و من ذلك قول بعض الاعراب: النعم ثلاث: نعمه فى حال كونها، و نعمه ترجى مستقبله، و نعمه تاتى غير محتسبه، فابقى الله عليك ما انت فيه، و حقق ظنك فيما ترتجيه، و تفضل عليك بما لم تحتسبه.

و ذلك انه اغفل النعمه الماضيه.

و ايضا فان النعمه التى تاتى غير محتسبه داخله فى قسم النعمه المستقبله.

و قد صحح القسمه ابوتمام، فقال: جمعت لنا فرق الامانى منكم بابر من روح الحياه و اوصل كالمزن من ماضى الرباب و مقبل متنظر و مخيم متهلل فصنيعه فى يومها و صنيعه قد احولت، و صنيعه لم تحول فان قلت: فان ما عنيت به فساد التقسيم على البحترى و المتنبى يلزمك مثله فيما شرحته، لان الاعمى القلب قد يكون ابكم اللسان، اصم السمع.

قلت: ان الشاعرين ذكرا التقسيم ب (او)، و اميرالمومنين (ع) قسم بالواو و الواو للجمع، فغير منكر ان تجتمع الاقسام الوحد، او ان تعطى معنى الانفراد فقط، فافترق الموضعان.