الجرمى: منسوب الى بنى جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعه، من حمير.
و كان هذا الرجل بعثه قوم من اهل البصره اليه (ع)، يستعلم حاله: اهو على حجه ام على شبهه؟ فلما رآه (ع)، و سمع لفظه علم صدقه و برهانه، فكان بينهما ما قد شرحه (ع).
و لا شى ء الطف و لااوقع و لااوضح من المثال الذى ضربه (ع)، و هو حجه لازمه لامدفع لها.
قوله: (و لااحدث حدثا) اى لاافعل ما لم يامرونى به، انما امرت باستعلام حالك فقط، فاما المبايعه لك فان احدثتها كنت فاعلا ما لم اندب له.
و مساقط الغيث: المواضع التى يسقط الغيث فيها.
و الكلا: النبت اذا طال و امكن ان يرعى و اول ما يظهر يسمى الرطب فاذا طال قليلا فهو الخلا، فاذا طال شيئا آخر فهو الكلا، فاذا يبس فهو الحشيش.
و المعاطش و المجادب: مواضع العطش و الجدب، و هو المحل.
السقف المرفوع: السماء.
و الجو المكفوف: السماء ايضا، كفه اى جمعه و ضم بعضه الى بعض، و يمر فى كلامه نحو هذا، و ان السماء هواء جامد او ماء جامد.
و جعلته مغيضا لليل و النهار، اى غيضه لهما: و هى فى الاصل الاجمه يجتمع اليها الماء، فتسمى غيضه و مغيضا، و ينبت فيها الشجر، كانه جعل الفلك كالغيضه، و الليل و النهار كالشجر النابت فيها.
و وجه المشاركه ان المغيض او الغيضه يتولد منهما الشجر، و كذلك الليل و النهار يتولدان من جريان الفلك.
ثم عاد فقال: (و مجرى للشمس و القمر)، اى موضعا لجريانهما.
و مختلفا للنجوم السياره، اى موضعا لاختلافها، و اللام مفتوحه.
ثم قال: (جعلت سكانه سبطا من ملائتك) اى قبيله، قال تعالى: (اثنتى عشره اسباطا امما).
لايسامون: لايملون.
و قرارا للانام، اى موضع استقرارهم و سكونهم.
و مدرجا للهوام، اى موضع دروجهم و سيرهم و حركاتهم، و الهوام: الحشرات و المخوف من الاحناش.
و ما لايحصى، اى لايضبط بالاحصاء و العد، مما نراه و نعرفه و مالانراه و لا نعرفه.
و قال بعض العلماء: ان اردت ان تعرف حقيقه قوله: (مما يرى و ما لايرى) فاوقد نارا صغيره فى فلاه فى ليله صيفيه، و انظر ما يجتمع عليها من الانواع ا لغريبه العجيبه الخلق، التى لم تشاهدها انت و لا غيرك قط.
قوله: (و للخلق اعتمادا) لانهم يجعلونها كالمساكن لهم، فينتفعون بها و يبنون منازل الى جانبها، فيقوم مقام جدار قد استغنوا عن بنيانه، و لانها امهات العيون و منابع المياه باعتماد الخلق على مرافقهم و منافعهم و مصالحهم عليها.
قوله: (و سددنا للحق) اى صوبنا اليه، من قولك: (منهم سديد)، اى مصيب، و سدد السنان الى القرن، اى صوبه نحوه.
و الذمار: ما يحامى عنه و الغائر: ذو الغيره.
و نزول الحقائق: نزول الامور الشديده كالحرب و نحوها.
ثم قال: (العار ورائكم)، اى ان رجعتم القهقرى هاربين.
و الجنه امامكم، اى ان اقدمتم على العدو مجاهدين.
و هذا الكلام شريف جدا.