لايشغله امر، لان الحى الذى تشغله الاشياء هو الحى العالم بالبعض دون البعض، و القادر على البعض دون البعض، فاما من لايغيب عنه شى ء اصلا، و لايعجز عن شى ء اصلا، و لايمنعه من ايجاد مقدوره- اذا اراد- مانع اصلا، فكيف يشغله شان! و كذلك لايغيره زمان، لانه واجب الوجود، و لايحويه مكان، لانه ليس بجسم، و لا يصفه لسان، لان كنه ذاته غير معلوم، و انما المعلوم منه اضافات او سلوب.
و لايعزب عنه امر من الامور، اى لايفوته علم شى ء اصلا.
و السوافى: التى تسفى التراب، اى تذروه.
و الصفا، مقصور: الصخر الاملس، و لا وقف عليها هاهنا، لان المقصور لايكون فى مقابله الممدود، و انما الفقره المقابله للهواء هى (الظلماء)، و يكون (الصفا) فى ادراج الكلام اسوه بكلمه من الكلمات.
و الذر: صغارالنمل.
و يعلم مساقط الاوراق، من قوله تعالى: (و ما تسقط من ورقه الا يعلمها).
و طرف الاحداق: مصدر طرف البصر يطرف طرفا، اذا انطبق احد الجفنين على الاخر، و لكونه مصدرا وقع على الجماعه كما وقع على الواحد، فقال: (ع) (طرف الاحداق)، كما قال سبحانه: (لايرتد اليهم طرفهم).
و غير معدول به: غير مسوى بينه و بين احد.
و الدخله، بكسر الدال: باطن الامر، و يج وز الدخله بالضم.
و المعتام: المختار.
و العيمه بالكسر: خيار المال، اعتام الرجل، اذا اخذ العيمه.
فان قلت: لفظه (معتام) و (مختار) تصلح للفاعل و المفعول، فما ذا يفصل بينهما؟ قلت: بما يقترن باللفظ من الكلام قبله و بعده.
فان قلت: فهل يختلفان فى التقدير فى صناعه النحو، و ان اتفقا فى اللفظ؟ قلت: نعم، فان عين الكلمه ياء مفتوح ما قبلها، فان اردت الفاعل فهى مكسوره و تقديره (مختير) مثل (مخترع)، و ان كان مفعولا فهى مفتوحه، و تقديره(مختير) مثل (مخترع) و على كلا التقديرين لابد من انقلاب الياء الفا، و اللفظ، واحد و لكن يقدر على الالف كسره للفاعل و فتحه للمفعول، و كذلك القول فى (المعتام) و (مضطر) و نحوهما.
و حكى ان بعض المتكلمين من المجبره، قال: اسمى العبد مضطرا الى الفعل اذا فعله، و لااسمى الله تعالى مضطرا اليه.
قيل: فكيف تقول؟ قال: (مضطر) بكسر الطاء، فضحك اهل المجلس منه.
و العقائل: جمع عقيله، و هى كريمه كل شى ء من الناس و الابل و غير ذلك، و يقال للذره عقيله البحر.
و اشراط الهدى: علاماته، و منه اشراط الساعه قال تعالى: (فقد جاء اشراطها).
و الغربيب: الاسود.
الشديد السود.
و يجلى به غربيب العمى: تكشف به الضلال: و تستنير بهدايته .
و قوله تعالى: (و غرابيب سود)، ليس على ان الصفه قد تقدمت على الموصوف، بل يجعل السود بدلا من الغرابيب.
فان قلت: الهاء فى (حقائقه) الى ما ذا ترجع؟ قلت: الى البارى ء سبحانه، و حقائقه حقائق توحيده و عدله، فالمضاف محذوف، و معنى حقائق توحيده الامور المحققه اليقينيه التى ل تعتريها الشكوك، و لاتتخالجها الشبه، و هى ادله اصحابنا المعتزله التى استنبطوها بعقولهم بعد ان دلهم اليها.
و نبههم على طرق استنباطها رسول الله (ص) بواسطه اميرالمومنين (ع)، لانه امام المتكلمين الذى لم يعرف علم الكلام من احد قبله.