لتداك الازدحام الشديد.
والابل الهيم: العطاش.
و هدج اليها الكبير: مشى مشيا ضعيفا مرتعشا، والمضارع يهدج، بالكسر.
و تحامل نحوها العليل: تكلف المشى على مشقه.
و حسرت اليها الكعاب: كشفت عن وجهها حرصا على حضور البيعه، والكعاب: الجاريه التى قد نهد ثديها، كعبت تكعب، بالضم.
قوله: (حتى انقطع النعل و سقط الرداء)، شبيه بقوله فى الخطبه الشقشقيه: (حتى لقد وطى ء الحسنان وشق عطفاى).
و قد تقدم ذكر بيعته (ع) بعد قتل عثمان و اطباق الناس عليها، و كيفيه الحال فيها، و شرح شرحا يستغنى عن اعادته.
عتق من كل ملكه، هو مثل قوله (ع): (التوبه تجب ما قبلها)، اى كل ذنب موبق يملك الشيطان فاعله و يستحوذ عليه، فان تقوى الله تعتق منه، و تكفر عقابه، و مثله قوله: (و نجاه من كل هلكه).
قوله (ع): (والعمل ينفع)، اى اعملوا فى دار التكليف، فان العمل يوم القيامه غير نافع.
قوله (ع): (والحال هادئه)، اى ساكنه ليس فيها ما فى احوال الموقف من تلك الحركات الفظيعه، نحو تطاير الصحف، و نطق الجوارح، و عنف السياق الى النار.
قوله (ع): (والاقلام جاريه)، يعنى ان التكليف باق، و ان الملائكه الحفظه تكتب اعمال العباد، بخلاف يوم القيامه، فانه يبطل ذلك، و يستغنى عن الحفظه لسقوط التكليف.
قوله: (عمرا ناكسا) يعنى الهرم، من قوله تعالى: (و من نعمره ننكسه فى الخلق)، لرجوع الشيخ الهرم الى مثل حال الصبى الصغير فى ضعف العقل و البنيه.
و الموت الخالس: المختطف.
و الطيات: جمع طيه بالكسر، و هى منزل السفر.
و الواتر: القاتل، و الوتر، بالكسر: الذحل.
و اعلقتكم حبائله: جعلتكم معتلقين فيها، و يروى: (قد علقتكم) بغير همز.
و تكنفتكم غوائله: احاطت بكم دواهيه و مصائبه.
و اقصدتكم: اصابتكم.
و المعابل: نصال عراض، الواحده معبله، بالكسر.
و عدوته، بالفتح: ظلمه.
و نبوته: مصدر نبا السيف، اذا لم يوثر فى الضريبه.
و يوشك، بالكسر: يقرب.
و تغشاكم: تحيط بكم.
و الدواجى: الظلم، الواحده داجيه.
و الظلل: جمع ظله، و هى السحاب.
و الاحتدام: الاضطرام.
و الحنادس: الظلمات.
و ارهاقه: مصدر ارهقته، اى اعجلته، و يروى: (ازهاقه) بالزاى.
و الاطباق: جمع طبق، و هذا من باب الاستعاره، اى تكاثف ظلماتها طبق فوق طبق.
و يروى: (و جشوبه مذاقه) بالجيم و الباء، و هى غلظ الطعام.
و النجى: القوم يتناجون.
و الندى: القوم يجتمعون فى النادى.
و احتلبوا درتها: فازوا بمنافعها، كما يحتلب الانسان اللبن.
و هذه الخطبه من محاسن خطبه (ع)، و فيها من صناعه البديع ما هو ظاهر للمتامل.
بين ظهرانى اهل الاخره، بفتح النون، و لايجوز كسرها، و يجوز (بين ظهرى اهل الاخره)، لو روى، و المعنى فى وسطهم.
قوله (ع): (كانوا قوما من اهل الدنيا و ليسوا من اهلها) اى هم من اهلها فى ظاهر الامر و فى مراى العين و ليسوا من اهلها، لانه لارغبه عندهم فى ملاذها و نعيمها، فكانهم خارجون عنها.
قوله: (عملوا فيها بما يبصرون)، اى بما يرونه اصلح لهم، و يجوز ان يريد انهم لشده اجتهادهم قد ابصروا المال، فعملوا فيها على حسب ما يشاهدونه من دار الجزاء، و هذا كقوله (ع): (لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا).
قوله (ع): (و بادروا فيها ما يحذرون)، اى سابقوه، يعنى الموت.
قوله (ع): (تقلب ابدانهم)، هذا محمول تاره على الحقيقه، و تاره على المجاز، اما الاول فلانهم لايخالطون الا اهل الدين و لايجالسون اهل الدنيا، و اما الثانى فلانهم لما استحقوا الثواب كان الاستحقاق بمنزله وصولهم اليه، فابدانهم تتقلب بين ظهرانى اهل الاخره، اى بين ظهرانى قوم هم بمنزله اهل الاخره، لان المستحق للشى ء نظير لمن فعل به ذلك الشى ء.
ثم قال: هولاء الزهاد يرون اهل الدنيا انما يستعظمون موت الابدان، و هم اشد استعظاما لموت القلوب، و قد تقدم من كلامنا فى صفا ت الزهاد و العارفين مافيه كفايه.
ذو قار: اسم موضع قريب من البصره، و فيه كانت وقعه للعرب مع الفرس قبل الاسلام.
و صدع بما امر به، اى جهر، و اصل الصدع الشق.
و لم به: جمع.
و رتق: خاط و الحم.
و العداوه الواغره: ذات الوغره، و هى شده الحر.
و الضغائن: الاحقاد.
و القادحه فى القلوب، كانها تقدح النار فيها كما تقدح النار بالمقدحه.
عبدالله بن زمعه و نسبه هو عبدالله بن زمعه، بفتح الميم، لا كما ذكره الراوندى، و هو عبدالله بن زمعه بن الاسود بن المطلب بن اسد بن عبدالعزى بن قصى.
كان الاسود من المستهزئين الذين كفى الله رسوله امرهم بالموت و القتل، و ابنه رمعه ابن الاسود، قتل يوم بدر كافرا، و كان يدعى زاد الركب، و قتل اخوه عقيل بن الاسود ايضا كافرا يوم بدر، و قتل الحارث بن زمعه ايضا يوم بدر كافرا، و الاسود هو الذى سمع امراه تبكى على بعير تضله بمكه بعد يوم بدر، فقال: اتبكى ان يضل لها بعير و يمنعها من النوم الهجود و لا تبكى على بدر و لكن على بدر تقاصرت الجدود الا قد ساد بعدهم اناس و لولا يوم بدر لم يسودوا و كان عبدالله بن زمعه شيعه لعلى (ع).
و من اصحابه، و من ولد عبدالله هذا ابو البخترى القاضى، و هو وهب بن وهب بن كبير بن عبدالله بن زمعه، قاضى الرشيد هارون بن محمد المهدى، و كان منحرفا عن على (ع)، و هو الذى افتى الرشيد ببطلان الامان الذى كتبه ليحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب (ع)، و اخذه بيده فمزقه.
و قال اميه بن ابى الصلت يرثى قتلى بدر، و يذكر زمعه بن الاسود: عين بكى لنوفل و لعمرو ثم لا تبخلى على زمعه نوفل بن خويلد من بنى اسد بن عبدالعزى، و يعرف بابن العدويه، قتله على (ع)، و عمرو ابوجهل بن هشام، قتله عوف بن عفراء، و اجهز عليه عبدالله ابن مسعود.
قوله (ع): (و جلب اسيافهم) اى ما جلبته اسيافهم و ساقته اليهم، و الجلب: المال المجلوب.
و جناه الثمر ما يجنى منه، و هذه استعاره فصيحه.