شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 535
نمايش فراداده

خطبه 220-در توصيف بيعت مردم

الشرح:

لتداك الازدحام الشديد.

والابل الهيم: العطاش.

و هدج اليها الكبير: مشى مشيا ضعيفا مرتعشا، والمضارع يهدج، بالكسر.

و تحامل نحوها العليل: تكلف المشى على مشقه.

و حسرت اليها الكعاب: كشفت عن وجهها حرصا على حضور البيعه، والكعاب: الجاريه التى قد نهد ثديها، كعبت تكعب، بالضم.

قوله: (حتى انقطع النعل و سقط الرداء)، شبيه بقوله فى الخطبه الشقشقيه: (حتى لقد وطى ء الحسنان وشق عطفاى).

و قد تقدم ذكر بيعته (ع) بعد قتل عثمان و اطباق الناس عليها، و كيفيه الحال فيها، و شرح شرحا يستغنى عن اعادته.

خطبه 221-درباره تقوا

الشرح:

عتق من كل ملكه، هو مثل قوله (ع): (التوبه تجب ما قبلها)، اى كل ذنب موبق يملك الشيطان فاعله و يستحوذ عليه، فان تقوى الله تعتق منه، و تكفر عقابه، و مثله قوله: (و نجاه من كل هلكه).

قوله (ع): (والعمل ينفع)، اى اعملوا فى دار التكليف، فان العمل يوم القيامه غير نافع.

قوله (ع): (والحال هادئه)، اى ساكنه ليس فيها ما فى احوال الموقف من تلك الحركات الفظيعه، نحو تطاير الصحف، و نطق الجوارح، و عنف السياق الى النار.

قوله (ع): (والاقلام جاريه)، يعنى ان التكليف باق، و ان الملائكه الحفظه تكتب اعمال العباد، بخلاف يوم القيامه، فانه يبطل ذلك، و يستغنى عن الحفظه لسقوط التكليف.

قوله: (عمرا ناكسا) يعنى الهرم، من قوله تعالى: (و من نعمره ننكسه فى الخلق)، لرجوع الشيخ الهرم الى مثل حال الصبى الصغير فى ضعف العقل و البنيه.

و الموت الخالس: المختطف.

و الطيات: جمع طيه بالكسر، و هى منزل السفر.

و الواتر: القاتل، و الوتر، بالكسر: الذحل.

و اعلقتكم حبائله: جعلتكم معتلقين فيها، و يروى: (قد علقتكم) بغير همز.

و تكنفتكم غوائله: احاطت بكم دواهيه و مصائبه.

و اقصدتكم: اصابتكم.

و المعابل: نصال عراض، الواحده معبله، بالكسر.

و عدوته، بالفتح: ظلمه.

و نبوته: مصدر نبا السيف، اذا لم يوثر فى الضريبه.

و يوشك، بالكسر: يقرب.

و تغشاكم: تحيط بكم.

و الدواجى: الظلم، الواحده داجيه.

و الظلل: جمع ظله، و هى السحاب.

و الاحتدام: الاضطرام.

و الحنادس: الظلمات.

و ارهاقه: مصدر ارهقته، اى اعجلته، و يروى: (ازهاقه) بالزاى.

و الاطباق: جمع طبق، و هذا من باب الاستعاره، اى تكاثف ظلماتها طبق فوق طبق.

و يروى: (و جشوبه مذاقه) بالجيم و الباء، و هى غلظ الطعام.

و النجى: القوم يتناجون.

و الندى: القوم يجتمعون فى النادى.

و احتلبوا درتها: فازوا بمنافعها، كما يحتلب الانسان اللبن.

و هذه الخطبه من محاسن خطبه (ع)، و فيها من صناعه البديع ما هو ظاهر للمتامل.

الشرح:

بين ظهرانى اهل الاخره، بفتح النون، و لايجوز كسرها، و يجوز (بين ظهرى اهل الاخره)، لو روى، و المعنى فى وسطهم.

قوله (ع): (كانوا قوما من اهل الدنيا و ليسوا من اهلها) اى هم من اهلها فى ظاهر الامر و فى مراى العين و ليسوا من اهلها، لانه لارغبه عندهم فى ملاذها و نعيمها، فكانهم خارجون عنها.

قوله: (عملوا فيها بما يبصرون)، اى بما يرونه اصلح لهم، و يجوز ان يريد انهم لشده اجتهادهم قد ابصروا المال، فعملوا فيها على حسب ما يشاهدونه من دار الجزاء، و هذا كقوله (ع): (لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا).

قوله (ع): (و بادروا فيها ما يحذرون)، اى سابقوه، يعنى الموت.

قوله (ع): (تقلب ابدانهم)، هذا محمول تاره على الحقيقه، و تاره على المجاز، اما الاول فلانهم لايخالطون الا اهل الدين و لايجالسون اهل الدنيا، و اما الثانى فلانهم لما استحقوا الثواب كان الاستحقاق بمنزله وصولهم اليه، فابدانهم تتقلب بين ظهرانى اهل الاخره، اى بين ظهرانى قوم هم بمنزله اهل الاخره، لان المستحق للشى ء نظير لمن فعل به ذلك الشى ء.

ثم قال: هولاء الزهاد يرون اهل الدنيا انما يستعظمون موت الابدان، و هم اشد استعظاما لموت القلوب، و قد تقدم من كلامنا فى صفا ت الزهاد و العارفين مافيه كفايه.

خطبه 222-خطبه اى در ذوقار

الشرح:

ذو قار: اسم موضع قريب من البصره، و فيه كانت وقعه للعرب مع الفرس قبل الاسلام.

و صدع بما امر به، اى جهر، و اصل الصدع الشق.

و لم به: جمع.

و رتق: خاط و الحم.

و العداوه الواغره: ذات الوغره، و هى شده الحر.

و الضغائن: الاحقاد.

و القادحه فى القلوب، كانها تقدح النار فيها كما تقدح النار بالمقدحه.

خطبه 223-با عبدالله بن زمعه

الشرح:

عبدالله بن زمعه و نسبه هو عبدالله بن زمعه، بفتح الميم، لا كما ذكره الراوندى، و هو عبدالله بن زمعه بن الاسود بن المطلب بن اسد بن عبدالعزى بن قصى.

كان الاسود من المستهزئين الذين كفى الله رسوله امرهم بالموت و القتل، و ابنه رمعه ابن الاسود، قتل يوم بدر كافرا، و كان يدعى زاد الركب، و قتل اخوه عقيل بن الاسود ايضا كافرا يوم بدر، و قتل الحارث بن زمعه ايضا يوم بدر كافرا، و الاسود هو الذى سمع امراه تبكى على بعير تضله بمكه بعد يوم بدر، فقال: اتبكى ان يضل لها بعير و يمنعها من النوم الهجود و لا تبكى على بدر و لكن على بدر تقاصرت الجدود الا قد ساد بعدهم اناس و لولا يوم بدر لم يسودوا و كان عبدالله بن زمعه شيعه لعلى (ع).

و من اصحابه، و من ولد عبدالله هذا ابو البخترى القاضى، و هو وهب بن وهب بن كبير بن عبدالله بن زمعه، قاضى الرشيد هارون بن محمد المهدى، و كان منحرفا عن على (ع)، و هو الذى افتى الرشيد ببطلان الامان الذى كتبه ليحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب (ع)، و اخذه بيده فمزقه.

و قال اميه بن ابى الصلت يرثى قتلى بدر، و يذكر زمعه بن الاسود: عين بكى لنوفل و لعمرو ثم لا تبخلى على زمعه نوفل بن خويلد من بنى اسد بن عبدالعزى، و يعرف بابن العدويه، قتله على (ع)، و عمرو ابوجهل بن هشام، قتله عوف بن عفراء، و اجهز عليه عبدالله ابن مسعود.

قوله (ع): (و جلب اسيافهم) اى ما جلبته اسيافهم و ساقته اليهم، و الجلب: المال المجلوب.

و جناه الثمر ما يجنى منه، و هذه استعاره فصيحه.