وظائف حقوقه: الواجبات الموقته، كالصلوات الخمس و صوم شهر رمضان، و الوظيفه مايجعل للانسان فى كل يوم، او فى كل شهر، او فى كل سنه، من طعام، او رزق.
و عزيز منصوب، لانه حال من الضمير فى (استعينه)، و يجوز ان يكون حالا من الضمير المجرور فى (حقوقه) و اضافه (عزيز) الى (الجند) اضافه فى تقدير الانفصال، لا توجب تعريفه ليمتنع من كونه حالا.
و قاهر اعدائه: حاربهم، و روى (و قهر اعدائه).
و المعقل: مايعتصم به.
و ذروته: اعلاه.
و امهدوا له: اتخذوا مهادا، و هو الفراش، و هذه استعاره.
قوله (ع): فان الغايه القيامه اى فان منتهى كل البشر اليها و لا بد منها.
و الارماس: جمع رمس و هو القبر.
و الابلاس مصدر (ابلس) اى خاب و يئس، و الابلاس ايضا: الانكسار و الحزن.
و استكاك الاسماع: صممها.
و غم الضريح: ضيق القبر و كربه.
و الصفيح الحجر، و ردمه: سده.
و السنن: الطريق.
و القرن: الحبل.
و اشراط الساعه: علاماتها.
و ازفت: قربت.
و افراطها: جمع فرط، و هم المتقدمون السابقون من الموتى، و من روى (بافراطها) فهو مصدر افرط فى الشى ء، اى قربت الساعه بشده غلوائها و بلوغها غايه الهول و الفظاعه، و يجوز ان تفسر الروايه الاولى بمقدماتها و ما يظهر قبلها من خوارق العادات المزعجه، كالدجال و دابه الارض و نحوهما، و يرجع ذلك الى اللفظه الاولى، و هى اشراطها، و انما يختلف اللفظ.
و الكلاكل: جمع كلكل، و هو الصدر، و يقال للامر الثقيل: (قد اناخ عليهم بكلكله)، اى هدهم و رضهم كما يهد البعير البارك من تحته اذا انحى عليه بصدره.
قوله (ع): (و انصرفت الدنيا باهلها) اى ولت، و يروى: (و انصرمت) اى انقضت.
و الحضن، بكسر الحاء: ما دون الابط الى الكشح.
و الرث: الخلق، و الغث: الهزيل.
و مقام ضنك، اى ضيق.
و شديد كلبها، اى شرها و اذاها.
و اللجب: الصوت.
و وقودها هاهنا، بضم الواو، و هو الحدث، و لايجوز الفتح، لانه مايوقد به كالحطب و نحوه، و ذاك لايوصف بانه ذاك.
قوله (ع): (عم قرارها)، اى لا يهتدى فيه لظلمته، و لانه عميق جدا، و يروى: (و كان ليلهم نهار) و كذلك اختها على التشبيه.
و الماب: المرجع، و مدينون: مجزيون.
قوله (ع): (فلا رجعه تنالون) الروايه بضم التاء، اى تعطون، يقال: انلت فلانا مالا، اى منحته، و قد روى: (تنالون) بفتح التاء.
ثم امر اصحابه ان يثبتوا و لايعجلوا فى محاربه من كان مخالطا لهم من ذوى العقائد الفاسده كالخوارج، و من كان يبطن هوى معاويه، و ليس خطابه هذا تثبيطا لهم عن حرب اهل الشام، كيف و هو لايزال يقرعهم و يوبخهم عن التقاعد و الابطاء فى ذلك! و لكن قوما من خاصته كانوا يطلعون على ما عند قوم من اهل الكوفه، و يعرفون نفاقهم و فسادهم، و يرمون قتلهم و قتالهم، فنهاهم عن ذلك، و كان يخاف فرقه جنده و انتثار حبل عسكره، فامرهم بلزوم الارض، و الصبر على البلاء.
و روى باسقاط الباء من قوله: (بايديكم) و من روى الكلمه بالباء جعلها زائده، و يجوز الا تكون زائده، و يكون المعنى: و لا تحركوا الفتنه بايديكم و سيوفكم فى هوى السنتكم، فحذف المفعول.
و الاصلات بالسيف: مصدر اصلت، اى سل.
و اعلم ان هذه الخطبه من اعيان خطبه (ع): و من ناصع كلامه و نادره، و فيها من صناعه البديع الرائقه المستحسنه البريئه من التكلف ما لايخفى، و قد اخذ ابن نباته الخطيب كثيرا من الفاظها فاودعها خطبه، مثل قوله: (شديد كلبها، عال لجبها، ساطع لهبها، متغيظ زفيرها، متاجج سعيرها بعيد خمودها ذاك وقودها مخوف وعيدها عم قرارها مظلمه اقطارها، حاميه قدورها، فظيعه امورها)، فان ه ذه الالفاظ كلها اختطفها، و اغار عليها و اغتصبها، و سمط بها خطبه، و شذر بها كلامه.
و مثل قوله: (هول المطلع، و روعات الفزع، و اختلاف الاضلاع، و استكاك الاسماع، و ظلمه اللحد، و خيفه الوعد، و غم الضريح، و ردم الصفيح).
فان هذه الالفاظ ايضا تمضى فى اثناء خطبه، و فى غضون مواعظه.