ثم علّق عليهما فقال: إن قولهم الذي يُروى عنهم في الوقت إنّما هو على جهة التسكين للشيعة والتقريب للأمر عليها; اِذ كانوا قد قالوا:
إنّا لانوقّت، و مَنْ روى لكم عنّا توقيتاً فلا تصدقوه (بل) ولاتهابوا أن تُكذّبوه ولا تعملوا عليه.(1) ثم عنون النعمانى باباً بعنوان: ما جاء في المنع عن التوقيت و التسمية لصاحب الأمر (عليه السلام)، أورد فيه خمسة عشر خبراً، السبعة الأخيرة منها هى التى أوردها شيخه الكليني في باب كراهية التوقيت من «الكافي» .
سادسها: ما رواه بسنده، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين عن ابيهما عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: يا علي، إن الشيعة تُربّى بالأماني منذ مئتيّ سنة. وكان ابوه يقطين من موالي بني العباس فقال لابنه علي: ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن؟!
فأجابه علىّ ابنه قال: إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد، غير أنّ أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم، و إن أمرنا لم يحضر فعلِّلنا بالأماني إذ لو قيل لنا، إن هذا الأمر لايكون إلا إلى مئتي سنة أو ثلاثمائة سنة ليئست القلوب وقست، ولرجع عامة الناس عن الإيمان إلى الإسلام، ولكن قالوا: ما اسرعه وما أقربه تألّفاً لقلوب الناس و تقريباً للفرج.(2)
يبدو أن ولادة الشيخ على بن بابويه القميّ ـ نسبه إلى مدينة قم في ايران ـ كان بها حدود سنة 260 هـ(3) أيّ متقارنة بسنة وفاة الامام الحسن العسكري (عليه السلام).روى الشيخ الطوسي في الغيبة بسنده عن مشايخ من أهل قم قالوا: كان ابن بابويه قد تزوّج ابنة عمّه محمد بن موسى بن بابويه فلم يُرزق منها ولداً، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح(رضي الله عنه) بأن يسال الحضرة ان يدعوا الله ان يرزقه أولاداً فقهاء.
1- الغيبة للنعماني: 125 ح 86 و 90. 2- أصول الكافي 1: 369، ح 6 والغيبة للنعماني: 198 ح 14 و اللفظ له و هو أصح، و قارن. 3- مقدمة معاني الأخبار للمرحوم الربّاني الشيرازي: 83 .