علي ياسري*
تُنسب الراوندية إلى راوند ـ بفتح الواو ونون ساكنة وآخره دال مهملة ـ وهى بلدة قرب كاشان و إصبهان. و قال حمزة: وأصلها راهاوند، ومعناه الخير المضاعف. و إليها ينسب زيد بن على بن منصور الراوندى، أبو العلاء المعدل من أهل الرى.1
وإلى هذه النسبة يذهب الأمين، حيث يقول: «الراوندية... نسبة إلى راوند، بلدة قريبة من إصفهان، ومهد الدعوة.»2
و قريب من هذه النسبة ما ذكره الدكتور فاروق عمر، يقول: «الراوندية... وهم شيعة بنى العباس، ويرجع إسمها إلى قرية راوند فى ضواحى نيسابور.»3
وقال بعضهم: راوند مدينة بالموصل قديمة بناها راوند الأكبر بن بيوراسف الضحاك4. والأول أرجح، لأنّ الدعوة العباسية كانت فى خراسان لا فى الموصل.
تتضارب كتب الفرق والمذاهب فى تعيين زمن نشأة الراوندية، وهذا التضارب يرجع تأريخه إلى زمن إنطلاق الدعوة العباسية، وبالأخص إلى وصية أبى هاشم، لأن أبا هاشم، وكما يظهر من النصوص، كان له أتباع وتنظيم شبه هرمى وسرّى، وبحسب الظاهر كانت له لقاءات خاصة مع دعاته، ومن الطبيعى أن تحصل فى هذه اللقاءات دراسة خاصة حول طبيعة الدعوة وكيفية سيرها، ومن ثمَّ دراسة السبل الكفيلة لإنجاحها، هذا من جهة، ومن جهة اُخري?، كان بقاءه فى أرض الحميمة من بلاد الشام وتماسّه مع محمد بن على وغيره من الشخصيات توجب أن يكون قد عيّن شخصية تكفل بأن يحافظ علي? دعاته وأصحابه وأتباعه، وهؤلاء الدعاة ينظرون إلى من يأتى بعده بطبيعة الحال.
وبحسب استقراء كتب الفرق فى هذا المجال، فإنّه كانت توجد هناك عدة شخصيات مطروحة للزعامة السياسية، بحسب المؤهلات التى كانت معروفة لدي? أتباع هؤلاء. ولوجود هذه الشخصيات وتعددها، فإنّه قد وقع الاختلاف حول الوصية التى أوصي? بها أبو هاشم للذى يخلفه بعده، كما أنّ هناك من توقف.
والشخصيات التى كانت مطروحة هى: الامام على بن الحسين (ع)، و على بن محمد بن الحنفية، أو ابن أخي أبى هاشم المسّمي? على بن الحسن بن محمد بن الحنفية، وعبدالله بن معاوية بن جعفر بن أبى طالب، وبيان بن سمعان التميمى، ومحمد بن على بن عبدالله بن العباس. وحول هذه الشخصيات حصل النزاع فى وصية أبي هاشم.
و فى كتاب فرق الشيعة، يذكر المؤلف حصول النزاع حول شخصيات ثلاث، حيث يقول:
بعض ادّعي? أنه قد أوصي? إلى أخيه على بن محمد بن الحنفية، وبعض ادّعي? أنّه قد أوصى إلى عبدالله بن معاوية بن جعفر بن أبى طالب، وبعض ادّعي? أنّه قد أوصي? إلي محمد بن على بن عبدالله بن العباس.5
وأما الحميرى، فإنّه يضيف شخصيتين اُخريين، يقول:
وبعض ادّعي أنّه قد أوصي إلى بيان بن سمعان التميمى، وبعض ادّعي أنّه قد أوصي إلى على بن الحسين وأنّه الامام بعده.6
وبحسب الظاهر نستبعد أن يكون أبو هاشم قد أوصي إلى على بن الحسين (ع)، وذلك لأنّه قد توفى فى سنة 95 ه7، وقيل فى سنة 92ه أو 94 ه8. بينما أبو هاشم قد توفى فى سنة 97ه أو فى سنة 98 ه كما مر، وعليه فكيف يكون أبو هاشم قد أوصي إلى على بن الحسين (ع) ؟ وأما بالنسبة إلى على بن محمد بن الحنفية أو ابن أخيه على بن الحسن، فإنّه بحسب الظاهر لم تكن لأىّ منهما ميول سياسية، وإلاّ لحاولا الدخول فى هذا المعترك السياسى كما دخل فيه الآخرون.
ومن هنا، تنحصر دعوي الوصية فى شخصيات ثلاث، وهم: عبدالله بن معاوية، وبيان بن سمعان التميمى، ومحمد بن على. وكلٌّ من هؤلاء قد كان له أتباع وأنصار. وسُمّى أتباع محمد بن علي بالراوندية أو العباسية9.
وقد استدلَّ أتباع محمد بن على، علي كون الوصية فيه، بأدلة ثلاثة:
1) إنّ أبا هاشم قد مات عنده بأرض الشراة من الشام.10
2) دعوي النسب، حيث قالوا: إنّ العباس له حق فى الخلافة لاتصال النسب؛ لأن الرسول (ص) قد توفى وعمّه العباس أولى بميراثه.11
3) شهادة أبى رياح، وبحسب الظاهر أنّ أبا رياح هذا كان من العلماء ومن الرؤساء لأتباع أبى هاشم، ولأجل هذه المكانة قد اختصم أصحاب عبدالله بن معاوية وأصحاب محمد بن على وجعلوه حكماً عليهم، فقال لهم: «إنّ أبا هاشم أوصي إلى محمد بن على.»12 ونتيجة لهذه الشهادة والتحكيم من قبل أبى رياح لأصحاب محمد بن على، رجع جماعة من أصحاب عبدالله بن معاوية إلى محمد بن على، وعند ذلك قويت الراوندية.13
ومن هنا يتضح لنا: بأنّ الراوندية يقولون بإمامة محمد بن على، وبما أنّ هذا الخصام قد حصل بعد وفاة أبى هاشم وبفترة قصيرة ـ بحسب الظاهر ـ فإذن: تكون الراوندية قد نشأت بعد وفاة أبى هاشم، أى فى سنة 97 ه أو فى سنة 98ه، بحسب الاختلاف فى سنة الوفاة.
تُظهر المصادر إرتباكاً ما بين «الراوندية» و «العباسية» فبينما تُظهر بعض المصادر علي أنّ الراوندية فرقة مستقلة، تذكر مصادر أخري أنّها متفرعة عن العباسية، وفريق ثالث يذهب الي كونها متفرعة عن الكيسانية. وهذا الارتباك نجده ـ أيضاً ـ قد سر إلى الكتّاب المحدثين. فما هي حقيقة الأمر؟
ولأجل بيان حقيقة الأمر، علينا أن نطرح ما تذكره المصادرأولاً، ومن ثمَّ نري ما يذكره المعاصرون. وبعد ذلك ننتهى الي النتائج التى توصّلنا اليها.
الراوندية والعباسية من خلال المصادر
يقول صاحب كتاب الزينة: «وفرقة يقال لهم العباسية، زعموا أنّ أبا هاشم عبدالله بن محمد أوصي إلى محمد بن على بن العباس بن عبدالمطلب، لأنه مات عنده بأرض الشراة بالشام...».14
وأمّا عن الراوندية، فإنّه يجعلها متفرعة عن العباسية، يقول: «وطائفة منهم غَلَوا عبدالمطلب القول وزعموا أنّ أبا مسلم نبى وأنّ أبا جعفر المنصور هو الاله... وسُمّوا الروندية، نُسبوا إلى عبدالله الراوندى».15
وأمّا صاحب كتاب مفاتيح العلوم، فإنّه يقول: «العباسية: وهذه الفرقة منتسبة إلى آل عباس بن عبدالمطلب (رض) وهي علي قسمين: 1) خلاليّة: وهم أصحاب أبو سلمة الخلال. 2) راوندية: وهم أصحاب قاسم بن راوند.»16
تحت هذا العنوان يقول صاحب كتاب الفصل فى الملل والأهواء والنحل: «وقالت طائفة لا تجوز الخلافة إلاّ فى ولد العباس بن عبدالمطلب، وهو قول الراوندية.»17
و فى هذا المعنى ـ أى: أنها فرقة مستقلة ـ يقول صاحب كتاب مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين: «الراوندية:... وقالوا: إنّ أبا هاشم أوصي إلى محمد بن على، وأوصي محمد بن على إلى إبنه ابراهيم، وأوصي إبراهيم إلى أبى العباس، ثم أفضت الخلافة إلى أبى جعفر المنصور، بوصية بعضهم إلى بعض.»18
و يقول أيضاً:
ثمّ رجع بعض هؤلاء عن هذا القول وزعموا: أنّ النبى (ص) نصّ علي العباس بن عبدالمطلب ونصبه إماماً، ثمّ نصّ العباس علي إمامة إبنه عبدالله، ونصّ عبدالله علي إمامة إبنه على بن عبدالله، ثمّ ساقوا الإمامة إلى أن أنتهوا بها إلى أبى جعفر المنصور، وهؤلاء هم الراوندية.19
وإلى هذا المعنى ـ أى: كون الراوندية فرقة مستقلة ـ يذهب صاحب كتاب الحور العين، لكنه يجعل العباسية فرقة متفرّعة عن الهاشمية،حيث يقول: «وقالت الراوندية: إنّ أولى الناس بالإمامة بعد رسول الله (ص) عمّه العباس بن عبدالمطلب، لأنه أقرب إلى رسول الله (ص) نسباً وأمسّهم به رحماً...».20
و يقول ايضاً: «أو صح قول الراوندية أنّ الإمامة من التراث وإنّها لأقرب العصبة من الورّاث، فأنّها بعد النبى للعباس، بغير إفك عندهم ولا إلتباس...»21
وأمّا عن العباسية، فإنّه يقول عنها: «إنّ الهاشمية افترقت إلى خمس فرق ، وهى: 1ـ.... 2ـ العباسية؛ وقالت الفرقة الثانية من أصحاب أبى هاشم: إنّ الامام بعد أبى هاشم محمد بن على بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب، وإنّ أبا هاشم صار بأرض السراة ـ أى الشراة ـ بعد منصرفه من الشام، فأوصي إلى محمد بن على، فهو الأمام بعده، ثمّ أفضت الخلافة إلى بنى العباس بوصّية بعضهم إلى بعض.»22
فإذن صاحب كتاب الحور العين يذهب إلى:
1) إنّ الفرقة الراوندية فرقة مستقلة، وإنّها تدّعى بأنّ الإمامة محصورة فى بنى العباس، وذلك لاختصاصهم بالارث.
2) إنّ العباسية متفرعة عن الهاشمية، وذلك لانّها ادّعَت بأنّ الامامة قد انتقلت من أبى هاشم إلى محمد بن على.
تحت هذا العنوان يقول صاحب كتاب الفَرْق بين الفِرَق: «افترق الذين قالوا بإمامة محمد بن الحنفية، فزعم قوم يقال لهم الكربية أصحاب أبى كرب... أنّ محمد بن الحنفية حىّ لم يمت... وذهب الباقون من الكيسانية إلى الاقرار بموت محمد بن الحنفية، فاختلفوا فى الامام بعده، فمنهم من زعم أنّ الإمامة بعده رجعت إلى ابن أخيه على بن الحسين زين العابدين، ومنهم من قال برجوعها بعده إلى أبى هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية، واختلف هؤلاء فى الامام بعد أبى هاشم، فمنهم من نقلها إلى محمد بن على بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب، بوصية أبى هاشم إليه. وهذا قول الراوندية.»23
و إلى هذا الرأى يذهب فخر الدين الرازى، يقول: «الكيسانية، وهم الذين يقولون بأنّ الإمامة كانت حقّاً لمحمد بن الحنفية، وهؤلاء الطائفة يفترقون فرقاً... الرابعة: الروندية: أتباع أبى هريرة الروندى، وهم الذين يزعمون أنّ الإمامة كانت أوّلاً حقاً للعباس.»24
و ممّا تقدّم يتضح لنا أنّ هذه المصادر قد ذكرت بأنّ الاختلاف قد وقع فى وصية أبى هاشم، وهذا الاختلاف ولّد الخلط فى إطلاق التسمية علي الجماعة التى قالت بأنّ أبا هاشم أوصي إلى محمد بن على، فتارة يُطلق عليها العباسية، وأخري يُطلق عليها الراوندية.
و نلاحظ من خلال هذه المصادر، انّه يوجد هناك مبنيان، وهما:
1) أن الإمامة قد انتقلت من أبى هاشم إلى محمد بن على عن طريق الوصية.
2) أن الإمامة هى من حق ولد العباس، و أن الإمامة والخلافة قد انتقلت إليه من بعد وفاة الرسول (ص). وهذا يعنى أن هناك تدّرج فى المعتقد.
هذا ما ذكرته كتب المصادر عن الراوندية والعباسية، والآن فلننظرإلي ما يقوله المعاصرون فى هذا الصدد.
إختلفت كلمات المعاصرين فى حال هذه الفرقة، كما اختلفت كلمات الأقدمين، فتارة يجعلونها من غلاة العباسيين، وتارة متفرعة عن الهاشمية، وأخري جزءً من الفرقة الهاشمية ـ العباسية، ورابعة بأنّ الراوندية هى الأسم الآخر للعباسية ولشيعة بنى العباس، وإليك آراءهم في هذا المجال:
يتضح من العنوان، أنّ الراوندية متفرعة عن العباسية، لكنهم غَلَوا فى القول فيهم، و لذا فإنّ العباسيين قد نبذوهم من بعد أن كانوا من أنصارهم. يقول الدكتور الفيومى: «وكذلك نبذ العباسيون خاصة أنصارهم، وهم الشيعة الغلاة (الراوندية) الذين كانوا منتشرين فى فارس بنوع خاص.»25
وأما الدكتور صفرى، فإنّه يفرّق بين نوعين من الغلاة، غلاة منتسبين إلى أهل السنة، وغلاة منتسبين إلى الشيعة. وبعد هذه التفرقة يعدّ الراوندية من الغلاة المنتسبة إلى أهل السنة، فلهذا يقول: «الغلاة المنتسبة إلى أهل السنة تعرف بأسم غلاة العباسية (أو الراوندية)، ورئيسهم عبدالله الراوندى.»26
و يقول أيضاً:
اُولى الفرق التى ظهرت في الاسلام والتى تُنزّل الأفراد بمنزلة الإله، هى الفرقة التى لم ينسبها أصحاب الفرق إلى الشيعة، ولكن ظهرت فى وسط الفرق غير الشيعية، وهذه الفرقة فى باسم الراوندية من أصحاب وأتباع عبدالله الراوندى.27
وقد لا نتفق مع هذين الرأيين، وذلك:
أولاً؛ إنّ غلاة العباسيين لا تساوى الراوندية.
وثانياً؛ إنّ هؤلاء قوم من الراوندية لا أنّهم هم الراوندية، وهم من أتباع عبدالله الراوندى المنتسب إلى فرقة الأبى مسلمية المنشقة عن الراوندية، كما سيأتى توضيح ذلك.
وإلى نفس المعنى المتقدم، يذهب الأمين، يقول:
الراوندية جماعة من الغلاة القائلة بالتناسخ والحلول، نسبة إلى راوند،... ويقال إنّ رجلاً يُدعي الأبلق كان أبرص تكلم بالغلوّ ودعي إلى الراوندية، واستحلوا الحرمات، فحاربهم أسد بن عبدالله القسرى فى آخر دولة الامويين، وقتل الأبلق. وقيل نسبة إلى عبدالله الراوندى، وقيل: نسبة إلى أبى هريرة الراوندى، قالوا: إنّ الروح التى كانت فى عيسي بن مريم (ع) حلّت فى الأئمة ثمّ في أبى مسلم الخراسانى، صاحب دولة بنى العباس. وقد أثبتوا إمامة العباس بعد على (ع) وخصّوها بولد العباس من بعده، من بين بطون قريش، وهذه المقالة هى التي ظهرت فى أيام المنصور والمهدى، وسُمّوا بالعباسية.28
وهذا الرأى كسابقه، لكن نضيف: إنّ ظهور الرجل الأبلق كان متأخراً، كما أنّ قتله وقتل جماعته كان فى أوائل الخلافة العباسية لا فى أواخر الدولة الأٌموية، كما نصّ علي ذلك الطبرى.29
لا نعرف علي وجه الدّقة ماذا يقصد بهذه التسمية، فإما ان تكون الراوندية متفرعة عن الهاشمية، وأما أن تكون متفرعة عن العباسية، وأما أن نقوم بدمجهما معاً، و هو غير مقبول. وصاحب هذا الرأي هو الدكتور فاروق عمر، حيث يقول:
فرقة الراوندية جزء من فرقة الهاشمية ــ العباسية، وهم شيعة بنى العباس... وكان عبدالله الراوندى الذي تُنسب إليه هذه الفرقة من دعاة العباسيين، وقد اعتبر الراونديون العباسيين أحقّ من غيرهم بالخلافة، ودانوا بآراء متطرفة حول طبيعة الامام فوصفوه بالالوهية أو بالنبوة، وقالوا بالتناسخ، أى: إنّ أرواح الأئمة تتناسخ فتحل من واحد فى آخر.30
ونلاحظ هنا، بأنّ الراوندية ليست منتسبة إلى عبدالله الراوندى، وإنما هو منشق عن الراوندية، كما قلنا سابقاً، كما أنّ الآراء التى طُرحت حول طبيعة الامام، فهى من أقوال الفرقة الأبى مسلمية، التى ينتمى إليها عبدالله الراوندى، كما سيأتى بيان ذلك.
وأصحاب هذا الرأي يذهبون إلى أنّ الراوندية تفرّعَت عن الهاشمية، نسبة الى أبى هاشم، ولكنها ادّعت الغلو فى ذلك. يقول الدكتور السامرائى:
الراوندية: فرقة غالية تفرعت عن الهاشمية، وادّعت أنّ الإمامة بعد وفاة أبى هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية، قد انتقلت إلى محمد بن على... بوصية أبى هاشم إليه، وهذا قول الراوندية،... وقد انتشرت الراوندية فى الحجاز والشام وخراسان، وقد نشطت فى هذه المناطق.31
وبحسب الظاهر فإنّ نشاط هذه الفرقة كان منحصراً فى خراسان، وبالأخص بعد استلام محمد بن على زمام الامور، عملاً بوصية أبى هاشم، حيث قال له: ولتكن دعوتكم فى خراسان. نعم يمكن أن يكون نشاطها قد اشتد بعد إستلام بنى العباس الخلافة.
وإلى الرأي المتقدم، ذهب الدكتور عارف تامر، حيث يقول:
الراوندية: فرقة كيسانية أبى هاشم زعمت أنّ أبا هاشم أوصي بالإمامة لمحمد بن على بن العباس فى دمشق، وهذه الفرقة ساهمت بإبعاد الحسينيين ومهّدت لقيام العباسيين وافسحت المجال لوصولهم إلى مركز الخلافة.32
وهذان الرأيان، هما بمثابة الأدعاء الاوّل لبنى العباس، ودفعاً للتهمة عن انفسهم حيث لم يكونوا قد استلموا الخلافة بعد.
أصحاب هذا الرأي يعتقدون بأنّ فرقة الراوندية هى الاسم الآخر للفرقة العباسية، ولا فرق بينها، حيث أنّه تارة يعبّر عنها بالراوندية، وأخري يعبّر عنها بشيعة بنى العباس، وثالثة بالعباسية. يقول عباس إقبال بهذا الصدد:
الراوندية: هى الاسم الآخر لشيعة آل العباس أو العباسية، وإنّ إرث الإمامة بعد الرسول (ص) من حق بنى العباس عمّ الرسول (ص).33 وفى موضع آخر يقول: «العباسية أو شيعة آل العباس أو الراوندية.»34
وإلى هذا المعنى يذهب الدكتور مشكور، يقول: «العباسية أو شيعة آل العباس: هى فرقة تعتقد بأنّ الإمامة بعد النبى (ص) قد ورثها العباس بن عبدالمطلب، ثم يقول: ارجع إلى الراوندية.»35
وعندما نرجع إلى الراوندية فإنّه يقول: «الراوندية: تقول إنّ الرسول (ص) نص بالإمامة علي عمّه العباس بن عبدالمطلب.»36
وقد نجده أكثر إفصاحاً عندما نراجع تعليقاته علي كتاب المقالات والفرق، فإنّه يقول:
الروندية أو الراوندية: هم شيعة ولد العباس بن عبدالمطلب من أهل خراسان وغيرهم، قالوا: إنّ رسول الله (ص) قُبض وإنّ أحقّ الناس بالإمامة بعده العباس بن عبدالمطلب، لأنّه عمه ووارثه وعصبته، لقول الله عزوجل ?وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض?. وإنّ الناس قد اغتصبوه حقَّه وظلموه أمره، إلى أن رده الله إليهم، وتبرّؤوا من أبى بكر وعمر، وأجازوا بيعة على بن أبي طالب، وذلك لقوله: يا ابن أخى هلمّ إلَّى أن أبايعك فلا يختلف عليك إثنان، ولقول داود بن على علي منبر الكوفة يوم بويع العباس...37
ومن هذا يتضح بأنّ الدكتور مشكور يذهب إلى أنّ الراوندية والعباسية فرقة واحدة، نعم قد حصلت هناك إنشقاقات، لكن هذا لا يعنى بأن نجعل الراوندية فرقةً والعباسية فرقةً أخري.
كنا قد عرضنا ما قاله الأقدمون حول هذه الفرقة، وكذلك ما قاله المتأخرون، وقد رأينا أنّ هناك اختلافات حول هذه الفرقة، والآن نريد أن نتبيّن حقيقة الموقف، فنقول:
مما عرضناه سابقاً، نلاحظ بأنّ الراوندية قد مرّت بمراحل ثلاث ـ من حيث المعتقد ـ بنفس المراحل التي مر بها بنو العباس فى دعوتهم، وهذه المراحل هي:
في هذه المرحلة نلاحظ بأنّ اعتقاد الراوندية كان ينصبّ علي كون أبى هاشم قد أوصي إلى محمد بن على بن عبدالله بن العباس، ونجد هذا المعنى واضحاً عندما اختصم أصحاب عبدالله بن معاوية مع أصحاب محمد بن على، عند أبى رياح، فحكم أبو رياح بأنّ أبا هاشم قد أوصي إلى محمد بن على، ونتيجةً لهذه الشهادة قويت الراوندية، وقد مر ذكر ذلك. كما أن البغدادى قد ذكر، أنّ أبا هاشم قد أوصي إلى محمد بن على، وأنّ محمداً أوصي إلى إبراهيم ، وأوصي إبراهيم إلى أبى العباس، وأوصي أبو العباس إلى أبى جعفر المنصور، عن طريق وصية بعضهم إلى بعض.38
ومن بعد شهادة أبى رياح، ومن بعد إثبات بأنّ أبا هاشم قد أوصي إلى محمد بن على، لا نجد حصول اختلافات ما بين صفوف أصحاب الدعوة العباسية أو ما بين الراوندية، أبان دعوتهم السرّية. وأمّا دعوة خدّاش فإنها خارجة عن هذا الاطار، وقد انتهت في حينها.
فى هذه المرحلة نلاحظ حدوث تطور فى الاعتقاد، حيث نجد بأنّ الراوندية فى هذه المرحلة، التى تمثّل مرحلة النشوة والانتصار، نتيجةً لاستلامهم الخلافة، قد اعتقدوا بأنّ الإمامة بعد الرسول (ص) هى من حق العباس بن عبدالمطلب، لأنه وارثه، وأجازوا بيعة الامام على (ع) لإجازة العباس له. ويوضّح المسعودى هذا المعنى لنا، قائلاً:
الراوندية: هم شيعة بنى العباس بن عبدالمطلب، من أهل خراسان وغيرهم، وتقول: إنّ رسول الله (ص) قُبض وأنّ أحقّ الناس بالإمامة بعده العباس بن عبدالمطلب، لأنه عمّه ووارثه وعصبته، لقول الله تعالى ?وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله? وإن الناس اغتصبوه حقه وظلموه أمره إلى أن ردّه الله إليهم، وتبرّؤوا من أبى بكر وعمر، وأجازوا بيعة على بن أبي طالب (ع) بإجازته لها.39
ويمكن أن نطلق علي هذه المرحلة اسم مرحلة التصدع والانشقاق والافصاح عن المعتقد، فى الدولة العباسية. وذلك لما حصل من إعلان الانفصال من جانب عبدالله بن علي واعتراضه علي تولية المنصور الخلافة، ومن ثم تصفيته بعد ذلك. ولما حصل من قتل أبى مسلم علي يد المنصور، وهذا القتل سبّب حصول الانشقاق فى صفوف الراوندية، حيث ظهرت الفرقة الرزامية والفرقة الأبى مسلمية والفرقة الهريرية ـ كما سيأتى بيان ذلك ـ..
وإلى جانب هذا، نجد حصول تطور فى المعتقد، والافصاح الكامل عن المسيرة الاعتقادية لبنى العباس. فبينما كان الاعتقاد فى المرحلة السابقة بأنّ الإمامة قد انتقلت إلى العباس عمّ الرسول (ص) مع إجازة بيعة الامام على (ع) لإجازة العباس لها، نجد هنا تحولاً آخر قد حصل، وهذا التطور يشمل كون الامام على (ع) غاصباً للخلافة. والسؤال المطروح هنا: هل أنّ هذا التغيير فى الاعتقاد حصل فى زمن المنصور أم فى زمن المهدى؟
هناك اختلاف، فعلم الهدي الرازى يذهب إلى أنّ ذلك كان فى زمن المنصور، حيث يقول:
... وأبو جعفر المنصور ألزم هؤلاء ـ أى ألزم الهريرية والراوندية ـ بأن يقولوا: بأنّ الإمامة بالارث، وأنها بعد الرسول للعباس عمه، وكل من نصب نفسه إماماً بعد الرسول (ص) فإنّه ضال...40
إلا انّ القمى يري بأنّ ذلك كان فى زمن المهدى، يقول:
فلما مضي ـ أى المنصورـ أوصي إلى إبنه المهدى محمد بن أبى جعفر، واستخلفه بعده، فردّهم المهدى عن إثبات الإمامة لمحمد بن الحنفية وابنه أبى هاشم، وأثبت الإمامة بعد رسول الله (ص) للعباس بن عبدالمطلب، ودعاهم إليها وأخذ بيعتهم عليها، وقال: كان العباس عمه ووارثه أولى الناس به، وأن أبا بكر وعمر وعثمان وعلى وكل من دخل فى الخلافة وادّعي الإمامة بعد رسول الله مغاصبين، متوثبين، ومغلبين بغير حق، وكفّروا جميعهم سراً وكرهوا كشف ذلك وإعلانه.41
لكن وبحسب الظاهر، فإنّ هذا التغيير قد حصل فى زمن المنصور وتطور فى زمن المهدى.
والخلاصة التى نستخلصها مما سبق هى: إنّ فرقة الراوندية هى الاسم الآخر لشيعة بنى العباس أو العباسية، إلاّ أنها مرت بمراحل تطورية ثلاث، تبعاً للظروف التى مرت بها الدعوة العباسية، ففى البدء كانت تعتقد بأنّ الامام بعد أبى هاشم هو محمد بن على للوصية التى أوصي بها أبو هاشم، كما أنها كانت تعتقد بأن محمد بن الحنفية كان إماماً بعد أخيه الحسين (ع). وبعد أن نجحت الثورة واستلم أبو العباس زمام الامور، وأصبح هو الخليفة، تغيّر الاعتقاد، وأصبحت تقول: بأن الإمامة من حق العباس وولده، لكونه عم الرسول (ص) فهو وارثه. واعتبرت كلَّ من نال منصب الخلافة والإمامة بعد الرسول (ص) غاصباً وضالاًّ، ما عدا الامام على (ع) فإنهم رضوا ببيعته لإجازة العباس له، ولولا هذه الاجازة لكان حاله كحال السابقين.
ولم يقف الامر عند هذا الحد، فما إن استلم أبو جعفر المنصور الخلافة من بعد أخيه بوصية منه، حتّي جاءت الفرقة الراوندية (العباسية) لتعلن عن كامل معتقدها فى الخلافة، حيث أعلنت بأنّ الخلافة من بعد الرسول (ص) من حق العباس وولده، وأن كل الذين نالوا منصبه فهم كفرة وضُلّال بما فى ذلك الامام على (ع).
كما أنه فى هذه المرحلة شهدت الفرقة الراوندية إنقسامات فى صفوفها، لتطور الظروف والاوضاع، وكان من أهمها مقتل أبى مسلم الخراسانى علي يد المنصور، حيث ظهرت فرقة الرزامية وفرقة الأبى مسلمية. فادّعت الاولى أنّ أبا مسلم قد قُتل، بينما ادّعت الثانية بأن أبا مسلم حىّ ولم يمت، وهم فى انتظاره.
ومن هنا نلاحظ بأن هذه المراحل الثلاث التى مرت بها الفرقة الراوندية، تنسجم تمام الانسجام مع المراحل التى مر بها بنو العباس، مما يعنى: بأنّ الفرقة الراوندية هى نفسها العباسية أو شيعة بنى العباس.
إلى هنا ثبت لنا بأن الفرقة الراوندية هى الاسم الآخر للفرقة العباسية ولشيعة بنى العباس، وأن الفارق بينهما هو من حيث الاسم فقط، كما أن التعدد فى الاسم، كان لأجل أمور سياسية، وذلك لكى لا تنكشف حقائق بنى العباس، فإذا كان كذلك فالآن نريد أن نعرف عقائد هذه الفرقة، لأن لكل فرقة جملة من العقائد تتخذها منهجاً تسير عليه مع أنصارها وأتباعها.
وقد يكون من الصعب علينا تحديد كافة عقائد هذه الفرقة، وذلك لعدم ذكرها كاملة فى كتب المصادر التى تحت أيدينا، وإنما حاولنا قدر الامكان إبراز أهم عقائدها التى كانت موضع الخلاف فيما بينها وبين خصومها فى ذلك الوقت. وفيما يلى أهم عقائد هذه الفرقة:
وذلك علي اعتبار أنّ الاختيار من قبل الأمّة لإمامها باطل وخطأ. فلهذا يقول العلامة الحلى: «وقالت العباسية: طريق الإمامة الارث.»42 ويقول القمى: «وذكروا: بأنّ الإختيار من الاُمة للأمام باطل وخطأ.»43 وقد استدلوا بالادلّة التالية:
1) لأنّ العباس عصبته وبالتالى فهو وارثه، فإذا جازت وراثة المال، فإنه تجوز وراثة المرتبة والمكانة، لكونه الأقرب منه نسباً والأقرب منه رحماً، وعلي هذا، فإنّ الخلافة لا تجوز إلا فى ولد العباس بن عبدالمطلب. فلهذا يقول ابن الاندلسى: «وقالت طائفة لا تجوز الخلافة إلا فى ولد العباس بن عبدالمطلب، وهو قول الراوندية، وحجتهم فى ذلك:... كان العباس عصب رسول الله (ص) ووارثه، فإذا كان ذلك كذلك فقد ورث مكانه...».44
ويقول الحميرى: «وقالت الراوندية: إن أولى الناس بالإمامة بعد رسول الله (ص) عمه العباس بن عبدالمطلب، لأنه أقرب إلى رسول الله (ص) نسباً وأمسهم بهم رحماً، وأولاهم بميراثه فى مقامه، واحتجوا بقوله تعالى ?وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله...?».45
ويقول المسعودى: «وقالت الراوندية: إن رسول الله (ص) قُبض وأن أحقّ الناس بالإمامة بعده العباس بن عبدالمطلب، لأنّه عمه ووارثه وعصبته، لقول الله عز وجل ?وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله?».46
ويقول عباس إقبال: «... الإمامة هى بالإرث من بعد رسول الله (ص) وهى من حق العباس عمّ الرسول (ص) وولده...».47
وهذا الدليل ينص علي أنه: بما أنّ الرسول (ص) لم يكن له أولاد ذكور وإنما كان له بنت وهى فاطمة الزهراء (ع) فلأجل أن يحصروا الخلافة فى بنى العباس، قالوا: بأنه لاتوجد إمامة فى النساء لاجماع المسلمين، كما أنه مع وجود العم لا تصل نوبة الارث لبنى العم ولبنى البنت، ومن هنا أبعدوا أىّ مجال للارث يمكن أن يستدل به ـ بحسب نظرهم طبعاً ـ علي مشاركة فاطمة الزهراء (ع) وولدها مع العباس فى الارث. فلهذا يقول الحميرى:
قالوا ـ أى الراوندية ـ: ولا إمامة فى النساء بالاجماع، فيكون لفاطمة إرث فى الإمامة، ولا ولد لرسول الله (ص) من الرجال لقول الله تعالى ?ما كان محمد أبا أحد من رجالكم? ولا يرث بنو العم وبنو البنت مع العم شيئاً، فيكون لعلىّ ولولد فاطمة إرث مع العباس فى الإمامة، فصار العباس وبنوه أولى بها من جميع الناس بهذه الوجوه.48
لكنهم وإضافة إلى ما تقدم من أنّ الإمامة تكون بالارث، أضافوا شروطاً أخري تتعلق بالإمام، وهذه الشروط هى:
1) إنّ الإمامة لا تجوز إلاّ بعقد وعهد من الماضى إلى من يرتضيه ويستخلفه بعده.49
2) إنّ الطاعة تكون للإمام إذا كان حيّاً، ولكن إذا مات فإنّ الأمر يكون من أمر القائم ما دام حيّاً.50
3) إذا عيّن الخليفة قبل موته شخصاً بعده، ولكن هذا الشخص تنازل عن حقه، إما عن طريق البيع أو عن طريق الرضا، فإنّ هذا الأمر جائز، وتكون الطاعة حينئذ للشخص الجديد.51
2) ومن عقائدهم
البراءة من أبى بكر وعمر (رض)، لكنهم أجازوا بيعة الامام على بن ابى طالب (ع) ـ فى بادئ أمرهم ـ لإجازة العباس لها.52 وفى مرحلة لاحقة، وبالتحديد فى زمان المنصور والمهدى، تبرّؤوا من أبى بكر وعمر وعثمان والامام على (ع)، وكلٌ من استلم هذا المنصب.
فلهذا يقول القمى:
وقال ـ أى: المهدى ـ كان العباس عمه ووارثه وأولى الناس به، وأنّ أبا بكر وعمر وعثمان وعلى وكلٌ من دخل فى الخلافة وادّعي الإمامة بعد رسول الله (ص) مغاصبين، متوثبين، ومغلّبين...53
ويقول علم الهدي:
وهريرية وراوندية من هؤلاء ـ أى: من الفرقة الثالثة ـ يقولون: إن الإمامة بعد الرسول (ص) هى للعباس... وإن المنصور ألزم هؤلاء بأن يقولوا: بأن الإمامة هى بالارث، وأنها بعد الرسول (ص) لعمه العباس، وكل شخص أصبح بعد الرسول (ص) إماماً فإنه كان ضالاً وغاصباً.54
هذه هى أهم عقائد هذه الفرقة التى قد إستقيناها من المصادر، وأما دعوي التناسخ والحلول والقول بالغلو، فإنّ هذا يدعونا الي أن نبيّن الفرق التى تفرقت عن الراوندية، ونحاول تبيان حالها، لنري بعد ذلك هل أن هذه الدعوي ـ أى: دعوي التناسخ والحلول والغلوـ تقول بها هذه الفرقة؟ وثانياً ما هو الغرض من هذه الدعوي؟
لكن وقبل الإجابة عن هذين السؤالين، نحاول طرح قضية عبدالله الراوندى، ومدي صحّة نسبة فرقة الراوندية إليه.
بين ابن الراوندى وعبدالله الراوندى
بعد أن اتضح المعتقد الذي تعتقد به الراوندية، يُطرح السؤال التالى: إنه كثيراً ما نلاحظ المصنّفين والكتّاب يذكرون أنّ الراوندية سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى عبدالله الراوندى أو ابن الراوندى، فهل أن هذه النسبة صحيحة؟
فى البدء نقول: قد تقدم منا أن كل فرقة لابد أن تكون نشأتها إما عن طريق مبدأ سياسى أو مبدأ اعتقادى، كما أنه لا توجد عندنا فرقة واحدة قد سَلمَت من الانقسامات، بل: نجد أن هناك فرقاً عديدة ترجع بالأصل إلى فرقة واحدة. كما هو الحال فى الفرقة الشيعية فهناك الإمامية والإسماعيلية والزيدية وغيرها، وكذلك الخوارج فهناك الأزارقة والإباضية و... ، وكذلك الحال فى فرق المعتزلة والصوفية، وكذلك الحال فى أهل السنة، فهناك الحنفية والمالكية والحنبلية والشافعية. كذلك الحال فى الفرقة الراوندية، فإنها ليست بدعاً من الفرق، فكما حصلت هناك انقسامات حصلت هنا انقسامات، وهذه الأنقسامات من الطبيعى أن يكون لها دعاة وأصحاب. وعلي ضوء هذا، ظهرت فرق عديدة ترجع إلى الراوندية. وسُمّيت باسم رؤسائها، كالرزامية والأبومسلمية، والإبراهمية، والجارودية... الخ. فإذا كان الأمر كذلك، فهل إنّ نسبة الراوندية ترجع إلي عبدالله الراوندي؟
فى البدء نقول:
قد اتضح مما سبق، بأنّ الراوندية سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة راوند الواقعة قرب إصفهان أو قاشان أو أنها من ضواحى نيسابور. كما أنه يوجد هناك خلط ما بين عبدالله الراوندى وابن الراوندى، فأما بالنسبة إلى ابن الراوندى، فإنّ عباس إقبال يقول عنه:
ابن الراوندى (المتوفّي سنة 245ه أو 298ه( هو أبوالحسن أحمد بن يحيى بن محمد بن اسحاق المشهور بابن الراوندي أو ابن الروندي، وهو من مدينة مرو الروذ من إحدي مدن خراسان، وهو من المتكلمين المعروفين. لكن لا توجد عنده عقيدة قوية، ولأجل هذا فإنه قد غيّر مسلكه عدة مرات، كما أنه كان متزلزل الإيمان، وقد أظهر الإلحاد والزندقة، ولأجل هذا لا يمكن أن نعد كلامه علي نحو يكون مبنى لفرقة معينة.55
ويقول الدكتور تامر عنه:
هو من أهل مرو، سكن بغداد، وكان من متكلّمى المعتزلة ثم فارقهم وردَّ عليهم.56
ويقول عنه ابن الجوزى:
كان ابن الراوندي ملازم الرافضة وأهل الالحاد... من تأمّل حال ابن الراوندي وجده من كبار الملحدة، وضع كتاباً أسماه الدامغ، زعم فيه أنه يدمغ فيه هذه الشريعة، فسبحان من دمغه فاُخذ وهو فى سن الشباب، وكان يعترض علي القرآن ويدّعى عليه التناقض وعدم الفصاحة.57
فإذا كانت وفاة ابن الراوندى فى سنة 245ه أو فى سنة 298 ه، فكيف يمكن أن تُنسب إليه الفرقة التى ظهرت فى بداية القرن الثانى الهجرى؟ وإذا كان ابن الراوندي من متكّلمى المعتزلة، ومن المعروف أن مذهب المعتزلة قد ظهر علي الساحة الإسلامية كمذهب سياسى فى بداية القرن الثالث الهجرى، لا فى بداية القرن الثانى الهجرى، وفى عهد الخليفة المأمون، لا فى عهد الخليفة المنصور. فإذن نسبة الراوندية إلى ابن الراوندي غير صحيحة. فلهذا يقول الدكتور مشكور:
إن الراوندية لا تُنسب بأىّ وجه إلى ابن الراوندي المتكلم المشهور.58
ويقول عباس إقبال:
ولا بدّ أن يُعلم بأن هذه الفرقة لا تنسب بأىّ وجه إلى ابن الراوندي المشهور.59
فإذا اتضح استبعاد ابن الراوندى من هذه الفرقة، فإنه يكون المقصود من الفاظ «ابن الراوندى أو الراوندى» الواردة فى المصادر هو عبدالله الراوندى، ولا يشمل ابن الراوندى المتكلم المشهور. فاذن: نبقي نحن وعبدالله الراوندى.
وبحسب الظاهر فإن هذا الرجل قد غالى فى بنى العباس، لأغراض سياسية ـ كما سيتضح ـ وهو الذي تُنسب إليه الفرقة الأبو مسلمية. ولأجل هذا، نري من الأهمّية بيان فرق الراوندية.
حصلت هناك انقسامات فى الفرقة الراوندية، ولعلّه كان من دواعي هذا الانقسام هو قتل أبى مسلم الخراسانى، ولنحاول بيان أهم هذه الفرق:
تنتسب هذه الفرقة إلى رجل يقال له «رزام». وقطعت هذه الفرقة بموت أبى مسلم الخراسانى، يقول الشهرستانى عنها:
وهى من أصحاب رجل يقال له «رزام» وقالت هذه الفرقة بأنّ الإمامة قد انتقلت من على ـ أى من الامام على (ع) ـ إلى ابنه محمد، ثم إلى ابنه أبي هاشم، ثم منه إلى علي بن عبدالله بن عباس بالوصية، ثم ساقوها إلى محمد بن علي، وأوصي محمد إلى ابنه إبراهيم الإمام، وهو صاحب أبى مسلم الذي دعا إليه وقال بإمامته، وهؤلاء قد ظهروا فى خراسان فى أيام أبى مسلم، حتى قيل: إن أبا مسلم علي هذا المذهب، لأنهم ساقوا الإمامة إلى أبى مسلم، فقالوا له حظ في الإمامة، وادّعوا حلول روح الإله فيه، ولهذا أيده علي بني اُميّة، حتى قتلهم عن بكرة أبيهم واصطلمهم، وقالوا بتناسخ الأرواح.60
ويقول الاسفرايينى عنها:
أما الرزامية فإنهم أفرطوا فى موالاة أبى مسلم صاحب الدولة العباسية، وقالوا: إن الإمامة انتقلت من أبى هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية إلى محمد بن على بن عبدالله بن عباس بوصية أبي هاشم، ثم انتقلت إلى ابنه إبراهيم، ثم من إبراهيم إلى عبدالله الذى كان يُدعي أبا العباس السفاح، ومنه إلى أبى مسلم، وهؤلاء يعترفون بموت أبى مسلم.61
ويقول البغدادى عنها:
الرزامية: هى أصحاب رجل يقال له رزام، وادّعت أن أبا مسلم قُتل، وأنّ الإمامة انتقلت من أبى العباس السفاح إلى أبي مسلم، وهؤلاء من أهل خراسان من مدينة مرو.62
والذى يتحصّل من الكلام حول هذه الفرقة هو: أنها ادّعت بأن الإمامة قد انتقلت من أبى هاشم إلى محمد بن على، كما أنها اعترفت بإمامة الامام على (ع)، ولكنها تسوق الإمامة إلى ابنه محمد بن الحنفية، وليس للامام الحسن (ع)، كما أنها لا تحصر الخلافة فى ولد العباس، بل أنها ادّعت بأن الخلافة قد انتقلت من أبى العباس إلى أبى مسلم الخراسانى، وهذا ما لا يرتضيه العباسيون، والشىء الآخر الذى تعتقد به هو: القول بالحلول والتناسخ، حيث ادّعت بأنّ روح الإله قد حلّت بأبى مسلم. وبحسب الظاهر فإنّ دعوي الحلول والتناسخ من مختصات الفرقة الأبى مسلمية، وذلك أن الفرقة الرزامية اعتقدت بموت أبى مسلم، فإذا كان ذلك، فكيف يدّعون بأن روح الإله قد حلّت فيه؟
هذه الفرقة هى الفرقة الثانية المنشعبة عن الراوندية، واعتقدت هذه الفرقة بنفس الاعتقاد الذى اعتقدت به الفرقة الرزامية، إلاّ أنهم أفرطوا فى أبى مسلم، حيث قد قالوا بأنه حى لم يمت. وهذه الفرقة هى التى ينتمى إليها عبدالله الراوندى. يقول علم الهدي الرازي:
ابو مسلمية، ليس من الفرق الشيعية، وكذلك ليس من فرق السنة، وذلك أن أبا مسلم يعتقد بأن الإمامة تأتى عن طريق الإرث وليس بالنص كما تقول الشيعة، وليس بالاختيار كما يقول أهل السنة، ثم يقول: والراوندي من هذا المذهب التابع لأبى مسلم.63
و يقول أيضاً:
وجماعة من هؤلاء ـ أى: من الهريرية والراوندية ـ يقولون: بأن المنصور إله، وإنّ أبا مسلم رسول المنصور... وهذه الجماعة هى الراوندية أصحاب الراوندى.64
ويقول البغدادى: «وهؤلاء ـ أى الفرقة الأبومسلمية ـ قد أفرطوا فى أبى مسلم غاية الافراط، حيث قالت: إن أبا مسلم حى لم يمت، وإنّ روح الإله قد حلّت فى أبى مسلم، وإنّ أبا مسلم خير من جبرائيل وسائر الملائكة.65
وبما أنه قد اتضح فيما سبق الفرق بين ابن الراوندى وعبدالله الراوندى، فيكون المقصود من الراوندى المذكور هنا هو عبدالله الراوندى لا غير، وعليه فيكون عبدالله الراوندى من أتباع الفرقة الأبى مسلمية. يقول النوبختى: «وفرقة قالت: الإمام عالم بكل شىء وهو الله عزوجل، ويُحيي ويميت، وأبو مسلم نبى مرسل يعلم الغيب أرسله أبو جعفر المنصور، وهم من الروندية أصحاب عبدالله الروندي، وشهدوا أن المنصور هو الله عزوجل، فإنّه يعلم سرّهم ونجواهم، وأعلنوا بذلك ودعوا إليه.»66
ويقول القمّى عنهم:
المسلمية، وهم أصحاب أبى مسلم عبد الرحمن بن مسلم، قالوا بإمامته بعد قتله وزعموا أنه حىّ وأنه لم يمت ولم يُقتل، ودانوا بالإباحات وترك جميع الفرائض، وجعلوا الايمان المعرفة لإمامهم فقط، وإلى أصلهم رجعت جميع فرق الخرمية وجلُّ مذاهبهم مذاهب المجوس.67
ويقول الحميرى عنها: «فرقة يقال لها المسلمية، زعمت أن أبا مسلم الخراسانى حى لم يمت.»68 وفى كتاب جامع الفرق والمذاهب الإسلامية، يذكر عنها: «وهم ـ أى: الأبومسلمية ـ من الفرق الحلولية، قوم ظهروا بمرو فى خراسان، قالوا بإمامة أبى مسلم.»69
ويقول عباس إقبال عنها:
ابو مسلمية: هم من الشيعة الراوندية، ويعتقدون بإمامة أبى مسلم الخراسانى وبقاءه حياً، وهذه الفرقة تركت جميع الفرائض، وكل شيء حلال، والإيمان عندهم هو معرفة الإمام فقط.70
ويقول الدكتور مشكور:
ابومسلمية أو مسلمية، هى من الفرق الراوندية التى تعتقد بإمامة أبو مسلم الخراسانى وبغيبته، وهى من الفرق الإباحية، والإيمان عندهم هو معرفة الإمام فقط.71
فالمتحصّل من هذه الفرقة هو: إنها تعتقد بأنّ الإمامة قد انتقلت من أبى هاشم إلى محمد بن على، وكذلك أنها أعتقدت بأنّ الإمامة قد انتقلت من أبى العباس إلى أبى مسلم، إلاّ أنّها لم تعتقد بموت أبى مسلم، وإنما اعتقدت ببقاءه حياً، وقد ارتقت عن هذا الأمر وادّعت بالحلول، أى بحلول روح الإله فى أبى مسلم الخراسانى، لا فى أبى جعفر المنصور، وكذلك اعتقدت بالقول بأن الإيمان هو معرفة الإمام فقط، ومن لم يعرف إمامه فهو عديم الايمان، فهى بهذه الاُمور تفترق عن الرزامية فى عدة نقاط:
1) الأدّعاء بأن أبا مسلم ما زال حيّاً؛
2) الأدّعاء بالحلول والتناسخ؛
3) الإيمان هو معرفة الإمام فقط.
وهى من الفرقة الراوندية ومن أصحاب أبى هريرة الراوندى، وهذه الفرقة تعتقد بأن الإمامة من حق العباس وولده، وأنها بالإرث، حيث انتقلت من الرسول (ص) إلى عمه العباس، كما أنها تعتقد بعظمة وولاية أبى مسلم الخراسانى، وقد اُطلق عليها ـ ايضاً ـ العباسية الخلّص.
يقول فخر الدين الرازى عنها:
الروندية: أتباع أبى هريرة الروندي، وهم يزعمون أن الإمامة كانت أوّلاً حقّاً للعباس.72
ويقول القمى:
وفرقة منهم يقال لهم الهريرية أصحاب أبى هريرة الراوندي، وهم العباسية الخلص، الذين أثبتوا الإمامة بعد رسول الله (ص) للعباس بن عبدالمطلب، وثبتت علي ولاية أسلافها الاول سرّاً وكرهت أن تشهد علي أسلافها بالكفر وهم مع ذلك يتولّون أبا مسلم ويعظّمونه وهم الذين غَلَوا فى القول فى العباس وولده.73
ويقول عباس إقبال:
الهريرية: من الروندية، القائلين بإمامة العباس بن عبدالمطلب عمّ الرسول (ص) عن طريق الإرث، ويعتقدون بولاية وعظمة ومقام أبى مسلم الخراسانى، وقد غَلوا فى حق العباس وأولاده، هذه الفرقة تُسَمّي ـ أيضاً ـ بالعباسية الخلّص، وهم من أصحاب أبي هريرة الراوندي.74
ويقول الدكتور مشكور:
الهريرية: من الفرقة الراوندية، القائلين بإمامة العباس بن عبدالمطلب، عمّ الرسول (ص)، وقد غَلوا فى حق أبى مسلم، ويُطلق علي هؤلاء العباسية الخلّص وهم من أتباع أبى هريرة الراوندي.75
فالمتحصّل من هذه الفرقة هو:
أنها تعتقد بأنّ الإمامة قد انتقلت عن طريق الإرث للعباس عمّ الرسول (ص) من بعد وفاة الرسول (ص) فهى من حق العباس وولده، كما أنهم قالوا بتعظيم مقام أبى مسلم الخراسانى. ونحتمل أن يكون المراد من الغلو هنا، هو: إختصاص الإمامة والخلافة في بنى العباس لا غير.
إلاّ أنّه قد أرجع بعض الباحثين هذه الفرقة إلى الفرقة الرزاميّة، قائلاً:
إنّ الرزامية والأباهريرية فرقة واحدة، وإن اختلفت بينهما التسمية، ونسبا إلى شخص مجهول لا يعرف إلاّ باسمه.76
وقد لا نتفق مع هذا الرأي، وذلك:
1) إن هناك فرقاً ما بين مُدّعي الرزامية ومُدّعي الهريرية، حيث أنّ الرزامية ادّعت بأنّ الإمامة قد انتقلت من الإمام على (ع) إلى إبنه محمد بن الحنفية، ومن ثم منه إلى ابنه أبى هاشم، ومن ثم إلى محمد بن على، ومنه إلى ابنه إبراهيم، ومنه إلى أبى العباس، ومنه إلى أبى مسلم الخراسانى، بينما الهريرية لا تدّعى ذلك، وإنما تدّعى بأنّ الإمامة من بعد الرسول (ص) قد انتقلت للعباس عمّ الرسول (ص) ومن بعد ذلك ساقتها في بنى العباس، ولم تعتقد بإمامة أبى مسلم، وإنما اعتقدت بعظمة مقامه، وتعظيم المقام يختلف عن القول بالإمامة.
2) إنّ الهريرية تعتقد بأنّ الإمامة بالإرث، وإنها من حق العباس وولده، بينما لا نجد هذا فى الفرقة الرزامية.
ومن هذا يظهر بأن هناك اختلافاً كبيراً في المعتقد، فيما بين هاتين الفرقتين. فالذى يحدسه الذهن؛ انّ الهريرية هى الراوندية نفسها، حيث أنّ كلتا الفرقتين تعتقدان بأن الإمامة قد انتقلت من بعد الرسول (ص) للعباس عمه، وهذا الانتقال تمّ عن طريق الإرث، وعلي هذا الأساس، فإن الإمامة هى من حق العباس وولده ولا يشاركهم غيرهم فيها. يقول علم الهدي الرازى:
والهريرية والراوندية يقولون: بأنّ الإمامة من بعد الرسول (ص) هى للعباس.77
فنلاحظ هنا بأن الرازى لم يفرّق بين الفرقتين وإنما دمجهما. فإذن: من هذا يظهر بأن الهريرية هى الراوندية نفسها، كما هو واضح.
والخلاصة التى نستخلصها مما تقدم هى:
إنّ الراوندية لا تقول بالتناسخ والحلول، وإنما هذا الاعتقاد هو من اعتقاد بعض فرقها وهى الأبو مسلمية، وأما دعوي الغلو فإنها منحصرة فى أحقيّة بنى العباس بالخلافة والإمامة عن طريق الارث، وإنهما ـ أى الخلافة والإمامة ـ لا تشملان غيرهم، وكل من ادّعي الإمامة لنفسه فهو ضال وغاصب. كما أنّ عبدالله الراوندي هو من أتباع الفرقة الأبى مسلمية ورئيسها، فدعوي انتساب الراوندية إليه لا تقوم علي أساس صحيح.
وفى خاتمة هذا البحث يبقي سؤال مُلحّ وهو: إذا كانت الفرقة الراوندية بهذا الوضوح من حيث معتقدها، بحيث أنها لا تدّعى التناسخ والحلول والغلو، فمن الذى خرج علي المنصور؟
للإجابة علي هذا السؤال ومن أجل معرفة الجماعة التى خرجت علي المنصور، ينبغي لنا الرجوع إلى المصادر التاريخية التى ذكرت خروج هذه الجماعة، وذلك بغية التعرف علي معتقدات هذه الجماعة، ومن ثم مقارنة هذه المعتقدات مع معتقدات الراوندية وفرقها، لكى تستبين لنا حقيقة الأمر. ومن ثم نناقش الشعارات التى رُفعت فى أثناء الثورة علي المنصور، محاولين بذلك استجلاء حقيقة وخلفية هذه الشعارات.
تحدثت المصادر التاريخية عن خروج جماعة علي الخليفة العباسى أبى جعفر المنصور، مطلقة عليها اسم «الراوندية» وكان خروجها فى سنة: 141ه78، وقيل فى سنة: 140ه79، وقيل فى سنة: 142ه80. وقد تجمعت هذه الجماعة فى مدينة الهاشمية، التى كان يسكنها المنصور، وقد كان موقعها قريباً من مدينة الكوفة وبحيال مدينة ابن هبيرة.81
وقد وصفت المصادر التاريخية هذه الجماعة بما يلى:
1) ما ذكره الطبرى: وهم ـ أى الراوندية ـ قوم من أهل خراسان علي رأى أبى مسلم، صاحب دعوة بني هاشم، يقولون: بتناسخ الأرواح.82
2) ما ذكره المسعودى: ... حتى كان يوم الهاشمية، وقد سعت فيه عدة من أهل خراسان.83
3) ما ذكره ابن الأثير: وهم ـ أى الراوندية ـ قوم من أهل خراسان علي رأى أبى مسلم صاحب الدعوة، يقولون: بتناسخ الأرواح.84
4) ما ذكره ابن خلدون: كان هؤلاء القوم من أهل خراسان ومن أتباع أبى مسلم، يقولون بتناسخ الأرواح.85
ومن ملاحظة هذه الأقوال، نجدها تتفق فى الاُمور التالية:
1) إنّ الذين خرجوا هم قوم من أهل خراسان؛
2) إنّهم يقولون: بتناسخ الأرواح؛
3) إنّهم علي رأي أبي مسلم ومن أتباعه.
وإذا لاحظنا معتقدات الفرقة الأبى مسلمية، لوجدناها تنسجم مع ما تقدم ذكره الآن، وكما يلى:
1) ما ذكره البغدادى: إلاّ فرقة منهم، يقال لها: أبو مسلمية، أفرطوا فى أبى مسلم غاية الإفراط، وزعموا أنّه صار إلهاً بحلول روح الإله فيه.86
2) ما ذكره النوبختى: ففرقة منهم يسمون: الأبو مسلمية أصحاب أبى مسلم، قالوا بإمامته وادعوا أنّه حىّ لم يمت.87
3) علي ما فى كتاب جامع الفرق والمذاهب الإسلامية: وهم ـ أى الأبو مسلمية ـ من الفرق الحلولية، قوم من أهل خراسان، قالوا بإمامة أبى مسلم الخراسانى.88
وهذه الأقوال، نلاحظ أنها تتفق فى الاُمور التالية:
1) إنهم من أهل خراسان؛ 2) إنهم يقولون بالحلول؛ 3) إنهم يتولون أبا مسلم ومن أتباعه.
ومن الملاحظ أنّ هذه الاُمور تتفق مع الذين خرجوا، فيكون الذين خرجوا: من الفرقة الأبى مسلمية المنشقة عن الفرقة الراوندية ومن أتباع عبدالله الراوندى، لا أنهم هم الراوندية. وقد لا نستبعد مشاركة الفرقة الرزامية مع الفرقة الأبى مسلمية، ولاسيما إذا التفتنا بأنّ هذه الفرقة تتولّي أبا مسلم وأنها من أتباع رجل يقال له رزام، وكذلك إذا أخذنا بنظر الاعتبار ما ذكره الطبرى من قول أبى خزيمة للمنصور، يقول الطبري: وقال ابن خزيمة: يا أمير المؤمنين إنّ لهم بقية، قال: فقد وليتك أمرهم فاقتلهم، قال: فاقتل رزاماً، فإنه منهم، فعاذر رزام جعفر بن أبي جعفر فطلب فيه فآمنه.89
تُعتبر الشعارات التى تُرفع في كل ثورة معارضة للنظام السائد، معبِّرة عن معتقداتها ومُتبنياتها ـ¬ ولو بنحو جزئى¬ـ كما أنّ هناك شعارات تُرفع فى مظاهرات ومسيرات مؤيدة للنظام السائد، سيما إذا كانوا من أنصار هذا النظام ومؤسسيه. إلاّ أنّه فى بعض الأحيان يتفق أن يكون رفع الشعارات ظاهرها مؤيد للنظام، ولكن عند التدقيق فيها نجدها رافضة لهذا النظام، وهذا يُعبِّر عن الحنكة. والي جانب هذا، فإنّ هذه الشعارات قد تخفي علي الخليفة، ولاسيما إذا كان من مُحبّى هذه الاُمور. كما أنه يوجد هناك خليفة لا تهمه هذه الشعارات، سواء كانت مؤيدة أم كانت معارضة.
فإنه يقابل هذه الحنكة بقسوة تؤدّى إلى إبادة هذه الجماعة. وهذا ما تمتعت به الجماعة التي خرجت علي أبى جعفر المنصور، وبالمقابل كان هذا الأمر لا يخفي علي المنصور الذى يُعتبر من مؤسسى الخلافة العباسية، فكان الرد منه قوياً وقاسياً.
ومن هنا فالسؤال المطروح هو: هل أنّ هذه الشعارات التى رُفعت هى شعارات ثأر أم شعارات تأييد؟
ولكى نجيب عن هذا السؤال، نحاول الرجوع إلى المصادر التاريخية التى ذكرت هذه الشعارات.
يذكر المؤرخون فى خروج هذه الجماعة، بأنها قد ادّعت:
إنّ روح آدم حلّت فى عثمان بن نهيك، وإن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم هو المنصور، وإن جبرائيل هو الهيثم بن معاوية، فلما أتوا قصر المنصور، قالوا: هذا قصر ربنا.90
والملاحظ في هذا الشعار عدة أمور:
1) القول بالحلول؛ أي: حلول روح آدم فى عثمان بن نهيك؛
2) إن المنصور هو الإله؛
3) إن جبرائيل هو الهيثم بن معاوية.
وهذا ينسجم مع ما تقوله الفرقة الأبو مسلمية، طبعاً فيما يرتبط بالنقطة الاولى والثانية. لكن الفرقة الأبا مسلمية تدّعى: بأن الحلول هو في أبى مسلم لا فى عثمان بن نهيك، فما هى الغاية من هذا الشعار؟
وقبل أن نجيب عن الغاية من هذا الشعار، نقول: إنه يوجد هناك بعض الباحثين قد شككوا فى صحة هذه الروايات الواردة فى قيام هذه الجماعة، وإنها من صنع العباسيين، وهو الذى يذهب إليه الدكتور الخضرى، معللاً ذلك، بأن الغرض منها هو:
1) قتلهم عن آخرهم، أى: استئصالهم؛
2) تغيير شعار وهدف قيام هؤلاء الذى هو الانتقام لأبى مسلم.91
وقد لا نتفق مع الدكتور الخضرى، فيما يخصّ قوله «بأن هذه الروايات هى من صنع العباسيين» لأن هذا محتمل، لكن ليس هو الاحتمال الوحيد، لوجود محتمل آخر وهو:
أن يكون هؤلاء قد رفعوا الشعار حيلة منهم، كان الغرض منه هو: الوصول إلى المنصور حتى يكونوا قريبين منه ومن ثم التمكّن من قتله، كما أعمل المنصور حيلة فى قتل أبى مسلم، فيكونوا عن هذا الطريق قد أخذوا بثأرهم. والذى يدلل علي هذا المحتمل، عدة إمور:
1) إن خروج هؤلاء كان في سنة 141ه، وقيل غير ذلك، وقد تقدم ذكر الاختلاف في ذلك، وإن أبا مسلم قتله المنصور في سنة 137ه، والفترة الطويلة ما بين قتل أبى مسلم وخروج هؤلاء، التى هي أربع سنوات علي أقل تقدير، كما أن قدوم هؤلاء كان من خراسان، والمسافة بعيدة بالنظر إلى ذلك الزمان، لعدم توفّر وسائل النقل فى ذلك الوقت كما هى عليه الآن.
2) ومن الطبيعي جداً أن يلتقوا فى سفرهم هذا مع الناس، لكثرة عددهم الذي يقارب (600) شخص،92 وفيهم ـ أى في الناس ـ المُوالى للمنصور وفيهم غير المُوالى، فمن الطبيعى أن يُخفوا ما عزموا عليه لئلا تفشل حركتهم. كما أن المنصور قد استتبت له الاُمور فى ذلك الوقت ـ ولو يسيراً ـ ولاسيما بعد أن تخلّص من أشدّ منافسيه، مثل: عبدالله بن على، الذي أفشل حركته أبو مسلم، فهرب إلى البصرة، لأنّ أخاه سليمان كان عاملاً عليها من قبل المنصور، واختفي عنده.93 و مثل: أبى مسلم الخراسانى الذى تخلّص منه فى سنة 137ه، ولا يُعقل أن هذه الجماعة لم تكن علي علي بذلک.
3) ولعل المؤشر الذى يدل علي أنّ هذا الشعار كان حيلة منهم هو: أنه عندما جاءهم عثمان بن نهيك وكلّمهم، رموه بسهم عند رجوعه، فوقع بين كتفيه، فمرض أياماً ومات منه.94 وإلاّ لماذا رموه بعد أن ادّعوا بأنّ روح آدم قد حلّت فيه؟
4) وإذا دققنا فى الشعار، نلاحظ ورود ثلاث أشخاص وهم: المنصور وعثمان بن نهيك وهيثم بن معاوية، والملاحظ أن الأوّلين، أى المنصور وعثمان بن نهيك، كانا من المشاركين فى قتل أبى مسلم، حيث أنّ الأوّل هو المُدبِّر لعملية الاغتيال، والثانى هو المنفِّذ للعملية. وأما بالنسبة لهيثم بن معاوية، فالظاهر أنه كان من المقربين للمنصور، حيث أن المنصور قد ولّاه فى سنة 141ه مكة والطائف، كما أنه كان من أهل خراسان. 95
ومن خلال هذا التحليل يتضح لنا: بأنّ رفع الشعار من قبل هؤلاء كان حيلة منهم لا أنه كان حقيقة، فهو شعار ثأر لا شعار تأييد. ولهذا نجد أن المنصور قد عرف هذا وقام بسجن رؤساؤهم الذين يقارب عددهم (200) رجل96، وإلاّ فإن هذا الأمر كان يُفرح المنصور، لا أنه كان يحزنه.
ومن هنا فإنّ هذه النصوص تدل دلالة واضحة علي أن المقصد الرئيسى لحركتهم هو قتل المنصور ومعاونيه، وهذا الأمر لا يكون إلا عن طريق إعمال الحيلة، لكى يأخذوا بثأر أبى مسلم، صاحبهم وقائدهم، الذين اُشربت قلوبهم بالمحبة له وإتباع أمره وإيثار طاعته، علي حدّ تعبير أبي العباس.97
وأما التوجيه الذي ذكره الدكتور حسن إبراهيم، فإنه ينسجم مع الفرقة الأبي مسلمية لا مع الراوندية، يقول الدكتور حسن: «وكان أبو جعفر المنصور ينظر إلى الراوندية كأعداء سياسيين، لأنهم من أتباع عدوّه أبي مسلم الخراساني، الذين يعملون علي تحويل الخلافة إلى ملك كسروي، كما كان ينظر إليهم باعتبارهم زنادقة، يرون أن تعود المجوسية، أو شكل من أشكالها، كالزرادشتية أو المانوية أو المزدكية أو غيرها، فعاملهم كما عامل أبا مسلم وقتلهم شرَّ قتلة، إلّا أنه مع ذلك لم يستطع أن يقضى عليهم قضاءاً تاماً.98
نجد هنا أن الدكتور حسن يذكر: بأن هؤلاء من أتباع أبي مسلم وأرادوا تحويل الخلافة إلى ملك كسروى، يعنى: أرادوا تحويلها إلى الإيرانيين، فإن هذا المبنى ينسجم مع الفرقة الأبي مسلمية، ولا ينسجم مع الفرقة الراوندية، لأن هذه الفرقة تري بأنّ الخلافة والإمامة منحصرة فى بنى العباس لا غير، كما تقدم بيان ذلك.
النتيجة التى يمكن أن نتوصل إليها من خلال هذا البحث هى:
إنّ بنى العباس كانوا يعتقدون بأحقّيتهم بالخلافة والإمامة من بعد الرسول (ص)، لكون العباس الوارث الوحيد للرسول ( ص)، فهوعمه و أقرب إليه نسباً وأمسّهم به رحماً، فلا مجال لوراثة البنت أو بنى البنت وبنى العم مع وجود العم. كما أنّ النساء لا ترث بحسب الإجماع عندهم، ومن أجل هذا فقد اعتبروا كلّ من تسلّمَ زمام الأمور من بعد الرسول (ص) هو بمثابة الغاصب والضال، وبالتالى فقد أعلنوا براءتهم من هؤلاء. ولكن هذا الأمر لم يفصحوا عنه، لقلتهم واستئثار الناس عليهم فضيع حقهم. وقد استفادوا من الظروف التى مرت بها الأمّة الإسلامية، وكان من بين أهم الظروف هى: حادثة كربلاء التي أشعلت فتيل الأزمة ما بين البيت الاُموى والبيت العلوى. ومع تزايد غضب الجماهير من أفعال بني اُمية، ظهرت الثورات المطالبة بتنحّى بنى أمية عن سَدّة الحكم. وكان الذى وضع اللقمة فى فم الأسد هو أبو هاشم الذى سهّل الطريق لبنى العباس لاستلام الخلافة فيما بعد. وذلك عن طريق العلاقة التى قامت ما بين محمد بن على وبين أبى هاشم، ممّا جعل الأخير يُوصى لمحمد بن علي، علي الرغم من الاختلاف الحاصل حول هذه الوصية.
ومن هنا استلم العباسيون أتعاب غيرهم، وقاموا بتشكيل جهاز سرّى يعمل علي طريقة التنظيم الهرمى، ولأجل عدم تغلغل محبة العباسيين فى صفوف الجماهير المسلمة، فإنّهم بدأوا بطريقة ذكيّة جعلت الجماهير تتجه إليهم من غير إدراك لحقيقة الحال، و الشىء الذى استفادوا منه كثيراً هو رفع شعار «الرضا من آل محمد» فعلي الرغم من كون هذا الشعار لا يُحدّد شخصاً بعينه، إلا أنّ الجماهير فى ذلك الوقت كانت تنظر إليه علي أنه يعنى المطالبة بحقّ بنى هاشم.
واستمروا بهذا الاتجاه مستخدمين سياسة الاحتواء، فلم يُعلنوا فى مرحلتهم هذه البراءة بشكل كامل عمّن تولّي منصب الإمامة بعد الرسول (ص)، بل كانوا يُظهرون عكس ما يُضمرون، كما أنهم لم يعلنوا أحقّيتهم بالخلافة والإمامة، وإنما سكتوا حتى لا تنكشف سريرتهم وبالتالي يتفرق الناس من حولهم، و إن كان الخواص من شيعتهم الذين سموا بشيعة بنى العباس، علي علم بذلك، غاية الأمر أنهم كانوا يدركون بأن هؤلاء سوف لا يعملون كما عمل بنى أمية. وعندما نجحت ثورتهم، دخلوا فى مرحلتهم الثانية، والتى أعلنوا بها البراءة من أبى بكر وعمر وعثمان، لكنهم أجازوا بيعة الامام على (ع) لإجازة العباس لها. وبدأت خطط العباسيين تنكشف شيئاً فشيئاً أمام العيان، وذلك عندما استلم أبو جعفر المنصور كرسى الخلافة، فقام بتصفية كل من يُشكّل خطراً عليه، وابتدأ بعبدالله بن على، ومن ثم بأبى مسلم الخراسانى، ومن هنا دخلوا فى مرحلتهم الثالثة ألا وهى إعلان البراءة من كل من استلم الخلافة من بعد الرسول (ص) بما في ذلك الامام على (ع)، وألزموا جماعتهم وشيعتهم بالقول بأن الخلافة تأتى عن طريق الارث، لا عن طريق النص ولا عن طريق الشوري والاختيار من الاُمة، لأن هذا الاختيار خطأ، لعدم أهلية الاُمة لذلك.
وفى هذه المرحلة تم الانشقاق فى صفوف أنصارهم الذين أطلقوا علي أنفسهم ألقاباً اختلفت من حيث اللفظ إلا أنها واحدة من حيث المضمون، فتارة راوندية وأخري عباسية وثالثة شيعة بنى العباس.
ومن هنا نري بأن الراوندية هى نفسها العباسية وهى نفسها شيعة بنى العباس، وأنها مرت بنفس المراحل ـ من حيث المعتقد ـ التى مر بها بنو العباس، لأنهم أنصارهم وخاصتهم، فالمراحل الثلاث كانت تسير جنباً إلى جنب مع الفرقة الراوندية وبنى العباس. كما أن هذه الفرقة سميت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة راوند، لا إلى عبدالله الراوندي الذي هو من الفرقة الأبى مسلمية. ونتيجةً للتدريج فى زرع المعتقد الذى سارت عليه الفرقة الراوندية وبنى العباس، وما حدث من عمليات تصفية لبعض الرموز المعروفة عندهم، جاءت الانشقاقات، وكان من أهمها الفرقة الرزامية والابى مسلمية.
فالرزامية ادّعت بأنّ الخلافة انتقلت من أبى هاشم إلى محمد بن على، مع الاعتقاد بأن الإمامة قد انتقلت من الإمام على (ع) إلى إبنه محمد بن الحنفية، ومن بعده إلى أبى هاشم، واستمرت الخلافة من بعد ذلك فى بنى العباس، إلى أن وصلت إلى أبى العباس السفاح، فكان المفروض أن يستلمها من بعده أبو مسلم، لأنّ له حظاً فى الإمامة، ولكنّ بنى العباس استأثروا بها، فانتقلت إلى أبى جعفر المنصور، فعندما قُتل أبو مسلم، اعتقدوا بموته. وظلّوا علي هذا المعتقد غير معترفين بأحقية أبى جعفر المنصور لمنصب الخلافة.
وأما فرقة الأبى مسلمية، فإنها قد اعتقدت بنفس الاعتقاد الذى اعتقدت به الفرقة الرزامية، إلا أنها ادّعت بأن أبا مسلم حى ولم يمت، وهم باقون علي انتظاره، كما أنها ادّعت دعوي الحلول التي نصّت علي كون روح الاله قد حلّت فى أبى مسلم الخراسانى.
وظلّوا علي هذه الحال منتظرين الفرصة المناسبة للانقضاض علي أبى جعفر المنصور، وسنحت الفرصة لهم فى سنة 141ه، فخرجوا علي أبى جعفر المنصور، ورفعوا شعارات كان باطنها بخلاف ظاهرها، حيث أنهم قد أرادوا الاستفراد بالذين قتلوا أبا مسلم ليقتلوهم، مما يعنى بأن هذه الشعارات كانت شعارات ثأر لا شعارات تأييد.
وأما بالنسبة للفرقة الراوندية، التى هى الاسم الآخر للعباسية ولشيعة بنى العباس، فأنها قد أقرت بأن الإمامة تكون بالارث وأنها من حق العباس وولده ولا تشمل غيرهم. فهى لم تخرج علي المنصور، كما أنها لم تدّعى دعوي الحلول والتناسخ، وإنما كان هذا من عمل فرقة الابى مسلمية التى انشقت عن الراوندية.
وقد أوضحنا بالادلة بأن جميع الامور تتناسب مع فرقة الأبى مسلمية، ولا تتناسب مع فرقة الراوندية.
1) ابن الاثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ، راجعه وصححه: د. محمد يوسف الدقاق، ط. الاولى، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، سنة: 1987م.
2) الاصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، تحقيق: كاظم المظفر، ط. الثانية، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها، الناشر: مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر، قم ـ ايران، سنة: 1385ه ــ 1965م.
3) إسماعيل، د. محمود، الحركات السرية في الاسلام، ط. الخامسة، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت ـ لبنان، سنة: 1997م.
4) الاشعري، علي بن إسماعيل، مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، مطبعة صيدا، بيروت ـ لبنان، سنة: 1996م.
5) الاسفراييني، أبو المظفر، التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، تحقيق كمال يوسف، ط. الاولى، منشورات عالم الكتب، بيروت ـ لبنان، سنة: 1403ه ـ 1983م.
6) الانصاري، عبد الواحد، مذاهب ابتدعتها السياسة في الاسلام، ط. الاولى، إنتشارات مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ لبنان، سنة: 1973م.
7) الامين، شريف يحيى، معجم الفرق الإسلامية، ط. الاولى، دار الاضواء، بيروت ـ لبنان، سنة: 1406 ه ـ 1986م.
8) الاندلسي، ابن حزم الظاهري، الفصل في الملل والاهواء والنحل، تصحيح وتذييل عبد الرحمن خليفة، ط. الاولى، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، مصر، سنة: 1347ه.
9) إقبال، عباس، خاندان نوبختي، مطبعة مجلس، طهران ـ ايران، سنة: 1311 هجري شمسي.
10) البغدادي، الامام عبد القاهر بن ظاهر، الفرق بين الفرق، اعتنى به وعلق عليه الشيخ إبراهيم رمضان، ط. الاولى، مطبعة دار المعرفة، بيروت ـ لبنان، سنة: 1994م.
11) تامر، د. عارف، معجم الفرق الإسلامية، دار المسيرة، بيروت ـ لبنان، سنة: 1990م.
12) ابن الجوزي، الامام أبو الفرج عبد الرحمن، تلبيس إبليس، تحقيق محمد بن الحسن وسعد عبد الحميد السعدني، ط. الاولى، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، سنة: 1418ه ـ 1998م.
13) الحلي، العلامة جمال الدين حسن بن يوسف، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، تحقيق محمد نجمي الزنجاني، ط. الثانية، إنتشارات الرضي، مطبعة أمير، سنة: 1363 هجري شمسي.
14) الحميري، أبو سعيد نشوان، الحور العين، تحقيق كمال مصطفى، ط. الثانية، دار آزال للطباعة، بيروت ـ لبنان، سنة: 1985م.
15) حسن، د. إبراهيم حسن، تاريخ الاسلام، ط. السابعة، منشورات مكتبة النهضة المصرية، القاهرة ـ مصر، سنة: 1964م.
16) الحموي، ياقوت، معجم البلدان (5 جلد)، دار إحياء التراث العربي، بيروت ــ لبنان، سنة: 1399ه ـ 1979م.
17) الخوارزمي، محمد بن أحمد، مفاتيح العلوم (فارسي)، ترجمة حسين خديو، ط. الثانية، مركز إنتشارات علمي وفرهنگي، ايران، سنة: 1362 هجري شمسي.
18) ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، بدون تاريخ.
19) ابن خلدون، عبد الرحمن، ديوان المبتدء والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، مراجعة: د. سهيل زكار، ط. الثانية، مطبعة دار الفكر، بيروت ـ لبنان، سنة: 1417ه ـ 1996م.
20) الخضري، د. أحمد رضا، تاريخ خلافت عباسي از آغاز تا پايان آل بويه، ط. الثانية، انتشارات سمت، طهران ـ ايران، سنة: 1379 هجري شمسي.
21) الدينوري، أحمد بن داود، الاخبار الطوال، تقديم: د. عصام محمد الحاج علي، ط. الاولى، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، سنة: 1421ه ـ 2001م.
22) داود، نبيلة عبد المنعم، نشأة الشيعة الامامية، ط. الاولى، دار المؤرخ العربي، بيروت ـ لبنان، سنة: 1415 ه ـ 1994م.
23) الدينوري، ابن قتيبة، الإمامة والسياسة (مجلد واحد)، تحقيق علي شيري، ط. الاولى، منشورات الشريف الرضي، قم ـ ايران، سنة: 1371 هجري شمسي ـ 1413ه.
24) الرازي، فخر الدين محمد، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، ضبط وتقديم محمد المعتصم بالله البغدادي، ط. الاولى، دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان، سنة: 1407ه ـ 1986م.
25) الرازي، الشيخ أحمد بن حمدان، كتاب الزينة (ج 3)، ملحق بكتاب الغلو والفرق الغالية في الحضارة الاسلامية، تحقيق: د. عبدالله سلوم السامرائي، ط. دار واسط، بغداد ـ العراق، بدون تاريخ.
26) السامرائي، د. عبدالله سلوم، الغلو والفرق الغالية في الحضارة الإسلامية، طبعة دار واسط، بغداد ـ العراق، بدون تاريخ.
27) الشهرستاني، أبو الفتوح محمد، الملل والنحل، صححه وعلق عليه الشيخ أحمد فهمي محمد، ط. الاولى، مطبعة حجازي، القاهرة ـ مصر، سنة: 1948م.
28) الصفدي، صلاح الدين، الوافي بالوفيات، تحقيق: دورويتاكرافوسكي، ط. الثانية، دار صادر، بيروت ـ لبنان، سنة: 1411ه ـ 1991م.
29) صفري، د. نعمت الله فروشاني، غاليان؛ كاوشي در جريان¬ها و برآيندها، ط. الاولى، مؤسسة چاپ آستانه قدس رضوي، مشهد ـ ايران، سنة: 1378 هجري شمسي.
30) الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الرسل والملوك (8 مجلدات)، تحقيق: نخبة من الباحثين، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان، بدون تاريخ.
31) علم الهدى، مرتضى بن داعي حسني رازي، تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام، تصحيح عباس إقبال، ط. الثانية، إنتشارات أساطير، ايران، سنة: 1364 هجري شمسي.
32) العصفري، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، راجعه وضبطه ووثقه ووضع حواشيه وفهرسه: د. مصطفى نجيب فواز والدكتورة حكمت كشلي فواز، ط. الاولى، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، سنة: 1415ه ـ 1995م.
33) ابن العبري، غريغوريوس، تاريخ مختصر الدول، مؤسسة نشر الثقافة الاسلامية ، قم ـ ايران، بدون تاريخ.
34) عمر، د. فاروق، العباسيون الاوائل، ط. الثانية، منشورات جامعة بغداد، مطبعة بغداد، بغداد ـ العراق، سنة: 1977م.
35) ابن فقيه، أحمد بن محمد الهمذاني، كتاب مختصر البلدان، مطبعة ليدن، سنة: 1302 هجري شمسي.
36) الفيومي، د. محمد إبراهيم ، الفرق الاسلامية وحق الامة السياسي، دار الشروق، القاهرة ـ مصر، سنة: 1419ه ـ 1998م.
37) القمي، سعد بن عبدالله الأشعري، المقالات والفرق، تحقيق: د. محمد جواد مشكور، ط. الثانية، مركز انتشارات علمي وفرهنگي، طهران ـ ايران، سنة: 1305 هجري شمسي.
38) الكوفي، ابن أعثم، الفتوح، ط. الاولى، دار الندوة الجديدة، بيروت ـ لبنان، بدون تاريخ.
39) الليثي، د. سميرة، جهاد الشيعة في العصر العباسي الاول، نشر البطحاء، بدون تاريخ.
40) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، تحقيق: د. عبد العزيز الدوري والدكتور عبد الجبار المطلبي، دار الطليعة للطباعة والنشر، مطبعة دار صادر، بيروت ـ لبنان، سنة: 1978م.
41) المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: عبد الأمير مهنا، ط. الاولى، منشورات مؤسسة الاعلمي، بيروت ـ لبنان، سنة: 1996م.
42) مهنا. عبد الامير وعلي فريس، جامع الفرق والمذاهب الاسلامية، ط. الثانية، بيروت ـ لبنان، سنة: 1994م.
43) مشكور، د. محمد جواد، تاريخ فرقه¬هاي شيعه وفرقه¬هاي اسلام تا قرن چهارم، ط. الثانية، منشورات كتابفروشي اشراقي، مطبعة افست مروي، طهران ـ ايران، سنة: 1362 هجري شمسي.
44) المفيد، الشيخ محمد بن محمد النعمان، الارشاد في معرفة حجج الله على العباد، منشورات مكتبة بصيرتي، قم ـ ايران، بدون تاريخ.
45) النوبختي، الحسن بن موسى، فرق الشيعة، تحقيق محمد صادق بحر العلوم، المطبعة الحيدرية، نجف ـ عراق، سنة: 1936م.
46) اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي (مجلد واحد) , تعليق: خليل منصور، ط. الاولى، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، سنة: 1419ه ـ 1999م.
1) الحموي، ياقوت، معجم البلدان (5 جلد)، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، سنة: 1399ه ـ 1979 م، ج 3، ص: 19. 2) الأمين، شريف يحيى، معجم الفرق الإسلامية، ط. الإولى، دار الأضواء، بيروت ـ لبنان، سنة: 1406 ه ـ 1986م، ص: 120. 3) عمر، د. فاروق، العباسيون الأوائل، ط. الثانية، منشورات جامعة بغداد، مطبعة بغداد، بغداد ـ العراق، سنة: 1977 م، ج 1، ص: 48. 4) الحموي، نفس المصدر، ج 3، ص: 19. 5) النوبختي، الحسن بن موسى، فرق الشيعة، تحقيق محمد صادق آل بحر العلوم، المطبعة الحيدرية، النجف ـ العراق، سنة: 1355ه ـ 1936م، صص: 31ـ32ـ33. 6) الحميري، أبوسعيد نشوان، الحور العين، تحقيق كمال مصطفى، ط. الثانية، دار آزال للطباعة، بيروت ـ لبنان، سنة: 1985م، ص: 215. 7) المفيد، الشيخ محمد بن محمد النعمان، الأرشاد في معرفة حجج الله على العباد، منشورات مكتبة بصيرتي، بدون تاريخ، ص: 254؛ وكذلك انظر: المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج 3، ص: 180. 8) العصفري، خليفة بن خياط، المصدر السابق، ص: 193. 9) النوبختي، المصدر السابق، صص: 33ـ 36. 10) نفس المصدر، ص: 33. 11) الصفدي، المصدر السابق، ج 17، ص: 224، بتصرف. 12) النوبختي، نفس المصدر، ص: 33؛ وكذلك انظر: القمي، المقالات والفرق، ص: 40. 13) القمي، سعد بن عبدالله الأشعري، المقالات والفرق، ص: 40؛ وكذلك انظر: النوبختي، نفس المصدر، ص: 33. 14) الرازي، أحمد بن حمدان، السابق، ج 3، ص: 298. 15) نفس المصدر، ص: 300. 16) الخوارزمي، محمد بن أحمد، مفاتيح العلوم (فارسي)، ترجمة: حسين خديو، ط. الثانية، مركز انتشارات علمي و فرهنگي، ايران، سنة: 1362 هجري شمسي، ص: 34. 17) الأندلسي، ابن حزم الظاهري، الفصل في الملل و الأهواء والنحل، تصحيح وتذييل عبد الرحمن خليفة، ط. الأولى، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، مصر، سنة: 1347ه، ج 4، ص: 75. 18) الأشعري، علي بن إسماعيل، مقالات الأسلاميين وإختلاف المصلين، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، مطبعة صيدا، بيروت ـ لبنان، سنة: 1996م، ج 1، صص: 94ـ 95. 19) نفس المصدر، ج 1، ص: 96. 20) الحميري، المصدر السابق، ص: 205. 21) نفس المصدر، ص: 314. 22) الحميري، المصدر السابق، ص: 214. 23) البغدادي، الأمام عبد القاهر، الفرق بين الفرق، اعتنى به وعلق عليه الشيخ إبراهيم رمضان، ط. الأولى، مطبعة دار المعرفة، بيروت ـ لبنان، سنة: 1994م، صص: 47ـ 48. 24) الرازي، فخر الدين محمد، إعتقادات فرق المسلمين والمشركين، ضبط وتقديم: محمد المعتصم بالله البغدادي، ط. الأولى، دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان، سنة: 1407ه ـ 1986م، ص: 77. 25) الفيومي، د. محمد إبراهيم ، الفرق الإسلامية وحق الأمة السياسي، دار الشروق، القاهرة ـ مصر، سنة: 1419ه ـ 1998م، ص: 399. 26) صفري، د. نعمت الله فروشاني، غاليان؛ كاوشي در جريان¬ها و برآيندها (فارسي)، ط. الأولى، مؤسسة چاپ آستانه قدس رضوي، مشهد ـ ايران، سنة: 1378 هجري شمسي، ص: 37. 27) نفس المصدر، ص: 176. 28) الأمين، شريف يحيى، المصدر السابق، ص: 120. 29) الطبري، محمد بن جرير، المصدر السابق، ج 6، ص: 326. 30) عمر، د. فاروق، المصدر السابق، ج 1، ص: 48. 31) السامرائي، د. عبدالله سلوم، الغلو والفرق الغالية في الحضارة الإسلامية، ط. دار واسط، بغداد ـ العراق، بدون تاريخ، صص: 93ـ94. 32) تامر، د. عارف، معجم الفرق الإسلامية، دار المسبرة، بيروت ـ لبنان، سنة: 1990م، ص: 142. 33) إقبال، عباس، خاندان نوبختي (فارسي)، مطبعة مجلس، طهران ـ ايران، سنة: 1311 هجري شمسي، ص: 256. 34) نفس المصدر، ص: 259. 35) مشكور، د. محمد جواد، تاريخ شيعه و فرقه¬هاي اسلام تا قرن چهارم (فارسي)، ط. الثالثة، منشورات كتابفروشي اشراقي، مطبعه افست مروى، تهران ـ ايران، سنة: 1363 هجري شمسي، ص: 85. 36) نفس المصدر، ص: 84. 37) القمي، سعد بن عبدالله الأشعري، المقالات والفرق، تعليقات المصحح، ص: 180. 38) الأشعري، علي بن إسماعيل، المصدر السابق، ج 1، صص: 94ــ 95. 39) المسعودي، المصدر السابق، ج 3، صص: 261 ـ 262. 40) علم الهدى، مرتضى بن داعي حسني رازي، تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام (فارسي)، تصحيح عباس إقبال، ط. الثانية، إنتشارات أساطير، سنة: 1364 هجري شمسي، صص: 179 ـ 180. 41) القمي، سعد بن عبدالله الأشعري، المصدر السابق، صص: 65 ــ 66. 42) الحلي، العلامة جمال الدين حسن بن يوسف، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، نحقيق محمد نجمي الزنجاني، ط. الثانية، إنتشارات الرضي، مطبعة أمير، سنة: 1363 هجري شمسي، ص: 207. 43) القمي، سعد بن عبدالله، المصدر السابق، ص: 66. 44) الأندلسي، ابن حزم الظاهري، المصدر السابق، ج 4، ص: 75. 45) الحميري، المصدر السابق، ص: 205. 46) المسعودي، المصدر السابق، ج 3، ص: 262. 47) إقبال، عباس، خاندان نوبختي، ص: 256. 48) الحميري ، المصدر السابق، ص: 205. 49) القمي، المصدر السابق، ص: 66. 50) نفس المصدر، ص: 68. 51) نفس المصدر، ص: 68. 52) المسعودي، المصدر السابق، ج 3، ص: 262. 53) القمي، نفس المصدر، ص: 65. 54) الرازي، علم الهدى، تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام، ص: 180. 55) إقبال، عباس، المصدر السابق، ص: 87. 56) تامر، د. عارف، المصدر السابق، ص: 145. 57) ابن الجوزي، الإمام أبو الفرج عبد الرحمن، تلبيس ابليس، تحقيق محمد بن الحسن وسعد عبد الحميد السعدني، ط. الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، سنة: 1418ه ـ 1998م، ص: 130. 58) مشكور، د. محمد جواد، تاريخ فرقه¬هاي شيعه...، ص: 84. 59) إقبال، عباس، المصدر السابق، ص: 256. 60) الشهرستاني، ابو الفتوح محمد، الملل والنحل، صححه وعلق عليه الشيخ أحمد فهمي محمد، ط. الأولى، مطبعة حجازي، القاهرة ـ مصر، سنة: 1948م، ص: 248. 61) الاسفراييني، ابو المظفر، التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية من الهالكين، تحقيق كمال يوسف، ط. الأولى، منشورات عالم الكتب، بيروت ـ لبنان، سنة: 1403ه ـ 1983م، ص: 130. 62) البغدادي، الأمام عبد القاهر، المصدر السابق، ص: 230. 63) الرازي، علم الهدى، تبصرة العوام...، ص: 178. 64) نفس المصدر، ص: 180. 65) البغدادي، نفس المصدر، ص: 230. 66) النوبختي، المصدر السابق، ص: 52؛ وانظر: القمي، المصدر السابق، ص: 69. 67) القمي، المصدر السابق، ص: 64؛ النوبختي، المصدر السابق، ص: 47. 68) الحميري، المصدر السابق، ص: 214. 69) مهنا، عبد الأمير وعلي فريس، جامع الفرق والمذاهب الإسلامية، ط. الثانية، بيروت ـ لبنان، سنة: 1994 م، ص: 12. 70) إقبال، عباس، المصدر السابق، ص: 252. 71) مشكور، د. محمد جواد، تاريخ فرقه¬هاي شيعه...، ص: 84. 72) الرازي، فخر الدين، إعتقادات فرق المسلمين والمشركين، ص: 79. 73) القمي، نفس المصدر، ص: 65؛ النوبختي، المصدر السابق، ص: 48. 74) إقبال، نفس المصدر، ص: 267. 75) مشكور، د. محمد جواد، تاريخ فرقه¬هاي شيعه...، ص: 86. 76) الأنصاري، عبد الواحد، مذاهب إبتدعتها السياسة في الأسلام، ط. الأولى، إنتشارات مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ لبنان، سنة: 1973م، ص: 212. 77) الرازي، علم الهدى، تبصرة العوام...، ص: 179. 78) الطبري، المصدر السابق، ج 6، ص: 147؛ ابن الأثير، المصدر السابق، ج 5، ص: 128. 79) الدينوري، ابو حنيفة، المصدر السابق، ص: 556. 80) ابن العبري، المصدر السابق، ص: 122. 81) الطبري، نفس المصدر، ج 6، ص: 234؛ ابن الأثير، نفس المصدر، ج 5، ص: 165؛ ابن العبري، نفس المصدر، ص: 122. 82) الطبري، نفس المصدر، ج 6، ص: 147. 83) المسعودي، المصدر السابق، ج 3، 315. 84) ابن الأثير، المصدر السابق، ج 5، ص: 129. 85) ابن خلدون، عبد الرحمن، ديوان المبتدء والخبر...، مراجعة سهيل زكار، ط. الثانية، مطبعة، دار الفكر، بيروت ـ لبنان، سنة: 1417ق ـ 1996م، ج3 ، ص: 233. 86) البغدادي، المصدر السابق، ص: 230. 87) المصدر السابق، ص: 47. 88) مهنا، المصدر السابق، ص: 12. 89) الطبري، المصدر السابق، ج6 ، ص: 148. 90) الطبري، نفس المصدر، ج 6، ص 147؛ ابن الأثير، المصدر السابق، ج 5، ص: 129؛ ابن خلدون، المصدر السابق، ج 3، ص: 233. 91) الخضري، د. أحمد رضا، تاريخ خلافت عباسي از آغاز تا پايان آل بويه (فارسي)، ط. الثانية، انتشارات سمت، طهران ـ ايران، سنة: 1379هجري شمسي، ص: 29، هامش رقم: 1. 92) الطبري، المصدر السابق، ج 6، ص: 147. 93) اليعقوبي، نفس المصدر، ج 2، ص: 256. 94) ابن الأثير، المصدر السابق، ج 5، ص: 130. 95) نفس المصدر، ج 5، ص: 132. 96) نفس المصدر، ج 5، ص: 129. 97) الدينوري، ابو حنيفة، المصدر السابق، ص: 545. 98) حسن، د. حسن إبراهيم ، تاريخ الأسلام، ط. السابعة، منشورات مكتبة النهضة المصرية، القاهرة ـ مصر، سنة: 1964م، ج 2، ص: 105. *. طالب مرحله الماجستير , قسم التاريخ , مدرسه امام خميني (قده).