قال دعبل فقلت في قصيدتي :
اءقـول : الروايـات مـتـظـافـرة على نوح الجن في المدينة والبصرة وغيرهما بالمراثى المقرحة للاكباد ولعلنا نذكرها في غير الموضع في المجلد الثانى انشاء اللّه تعالى وفـي كـتـاب الاتـحـاف بـحـب الاشـراف : تـاليـف الشـيـخ عـبـد اللّه بن عامر بن محمد الشافعى قـال : قـال بـعـض اءهـل العـلم : ان ال بـيـت الرسـول حـازوا الفـضـائل كـلهـا عـلمـا وحـلما، وفصاحة ، وصباحة ، وذكاء، وبداهة ، وجودا، وشجاعة ، فعلومهم لا تـتـوقـف عـلى تـكـرار درس ، ولا يـزيـد يـومـهـم فـيـهـا عـلى مـا كـان بـالامـس ، بـل هـى مـواهـب مـن مـولاهـم مـن انـكرها واراد سترها، كان كمن اراد ستر وجه الشمس ، فما سئلهم في العـلوم مـستفيد، ووقفوا، ولا جرى معهم في مضار الفضل قوم الا عجزوا و تخلفوا، وكم عاينوا في الجـلاد والجدال امورا فتلّقوها بالصبر الجميل و ما استكانوا وما ضعفوا، تفرّ الشقاشق اذا هدرت شـقـاشـقهم ، وتصغى الاسماع اذا قال قائلهم ونطق ناطقهم ، سجايا خصهم بها خالقهم . وقد حلّ الامـام الحـسـيـن بن على (ع ) من هذا البيت الشريف في اوج دراه وعلا فيه علوتطامنت الثريا عن ان تـصـل إلى مـعـنـاه ، ولمـا انـقـسـمـت غـنـائم المـجد كان له منه السهم الا وفر، والحظ الاكبر، وقد انـحـصـرت جـرثـومـة عـزّ هـذا البـيـت فـيـه وفـي اخـيـه ، الحـسـن بـن عـلى (ع ) فـكـان لهـمـا مـن خـلال المـجـد والفـضـل مـا لا خـلاف فـيـه ، كـيـف لا وهـمـا ابـنـا فـاطـمـة البـتـول ، المـلحـوظـان بـعـيـن الودّ و الراءفـة والقـبـول ، مـن اءشـرف نـبـىٍ واكـرم رسول :
والحـسـيـن صـلوات اللّه عـليـه اقـدم بـقـوة الجـنـان إلى مـقـارعـة الابـطـال الشـجـعـان ، ومنازلة السيف والسنان ، فكان (ع ) في حرب اعدائه كرارا صبارا، يرى الفـرار دنـائة وعـارا، فـلم يـزل حـائضـا غـمـرات الاهـوال ، بنفس مطمئنة وعزيمة مرجحنه ، يرى مـصـافـحـة الصـفـاح غـنـيـمـة ، ومـراوحـة الرمـاح فـائدة جـسـيـمـة ، وبذل المهج والارواح في نيل العز ثمنا قليلا، و ياءبي الدنية وان تركته قتيلا:
وقد صح ان الحسين (ع ) لما قصد الكوفة ، سمع به اميرها عبيد اللّه بن زياد اللعين ، فارتاع لقـدومه ، واكتنفه جيوش همومه ، فجهز لملاقاته ثلاثين الف فارسا، وامرهم ان ياءخذوا العهد عليه ليزيد، فاءن اءبي فليقاتلوه ، ولما عرضت عليه هذه المقالة اباها، وتبعت نفسه الشريفه في البعد عن للضيم جدّها واباها، ونادته النجدة الهاشمية فلبّاها، وكان اكثر الخارجين لقتاله ، قـد كـتبوه وسئلوه القدوم عليهم ليبايعوه ، فلما جائهم اخلفوا ما وعدوه ، وكان من معه من اخوته واهـله نـيـّفا وثمانين فاءحدق به وباءهله ، هؤ لاء الفجرة اللئام ، ورشفوهم بالسّهام والرّماح وهـو عليه السلام ثابتة اقدامه في