هو الكلام المستعملُ في غير المعنى الذي وضع له، لعلاقة غير المشابهة: مع قرينة مانعة من إرادة معناه الوضعي.
ويقع أولا: في المركبات الخبرية المستعملة في الإنشاء وعكسه، لأغراض:
1 ـ منها: التَّحَسُّر وإظهار التأسف، كما في قول الشاعر:[الكامل] ذَهَبَ الصبَا وتَوَلت الأيامُ فَعَلي الصبا وعلى الزَّمان سلامُ فإنه وإن كان خبراً في أصل وضعه، إلا أنه في هذا المقَام مستعمل في إنشاء التحسر والتحزن على ما فات من الشباب.
و كما في قول جعفر بن عُلبة الحارثي: [الطويل]
فهو يشير إلي الأسف والحزن الذي ألم به من فراق الأحبة، ويتحسَّرُ على ما آل إليه أمره، والقرينة على ذلك حال المتكلم، كما يفهم من الشطر الثاني في قوله هَوَاىَ، الخ.
2 ـ ومنها: إظهار الضعف، كما في قوله، [الخفيف] رَبَّ إنىِ لا أستطيعُ اصطباراً فاعف عنِّي يا منْ يقيلُ العثارا 3 ـ ومنها: إظهار السرور، نحو: كُتِبَ اسمي بين الناجحين.
4 ـ ومنها: الدعاء، نحو: نجَّحَ الله مقاصدنا، أيها الوطن لك البقَاء.
وثانياً: في المركبات الإنشائية كالأمر، والنهي، والاستفهام، التي خرجت عن معانيها الأصلية، واستعملت في معان أُخر: كما في قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: «مَنْ كذَب على متعمداً فلْيَتَبوأ مقعده من النارِ».
إذ المراد «يتبوأُ مقعدهُ» والعلاقة في هذا السَّببيَّة والمسببية لأن إنشاء المتكلم للعبارة سبب لإخباره بما يتضمَّنُهُ، فظاهره أمرٌ، ومعناه خبر.