أئمة الإثنی عشر

جعفر سبحانی

نسخه متنی -صفحه : 7/ 4
نمايش فراداده

ولـما اخذ الامام (ع ) يقترب من الكوفة استقبله الحر بن يزيد الرياحي بالف فارس مبعوثا من الوالي عبيداللّه بن زياد لاستقدامه و اكراهه على اعطا البيعة ليزيد وارساله قهرا الى الكوفة , فعند ذلك قـام الامـام و خطب باصحابه واصحاب الحربقوله : ((ايها الناس ان رسول اللّه قال : من راى سلطانا جـائرا مستحلا حرم اللّه ناكثا لعهد اللّه , مخالفا لسنة رسول اللّه , يعمل في عباده بالاثم والعدوان , فـلـم يـغـيـر عـلـيـه بـفـعل ولا قول كان حقا على اللّه ان يدخله مدخله , الا وان هؤلا قد لزموا طـاعـة الـشـيـطان وتركوا طاعة الرحمن , واظهروا الفساد, وعطلوا الحدود, واستاثروابالفي , واحلوا حرام اللّه وحرموا حلاله , وانا احق من غير)) ((75)) .

الدافع الواقعي للهجرة الى العراق :.

رغـم ان الدافع الظاهري لهجرته (ع ) الى العراق كانت رسائل اهل الكوفة و رسلهم حتى ان الامام احتج بها عندما واجه الحر بن يزيد الرياحي و عمر بن سعد عندماسالاه عن سر مجيئه الى العراق فقال : ((كتب الي اهل مصركم هذا ان اقدم )).

((76)) الا ان السر الحقيقي لهجرته (ع ) رغم ادراكه الواضح لما سيترتب عليها من نتائج خطرة سـتـؤدي بحياته الشريفة , وهو ما وطن نفسه (ع ) عليه , يمكن ادراكه من خلال الاستقرا الشامل لمسيرة حياته وكيفية تعامله مع مجريات الاحداث ان الامر الذي لا مناص من الذهاب اليه هو ادراك الامام (ع ) ما يشكله الاذعان والتسليم لتولي يزيد بن معاوية خلافة المسلمين رغم ما عرف عنه من تـهـتـك ومـجـون وانحراف واضح عن ابسط المعايير الاسلامية , وفي هذا مؤشر خطر عن عظم الانحراف الذي اصاب مفهوم الخلافة الاسلامية , وابتعادها الرهيب عن مضمونها الشرعي .

ومن هنا فكان لابد من وقفة شجاعة تعيد للامة جانبا من رشدها المضاع وتفكيرهاالمسلوب ان الامام الـحـسين (ع ) قد اعلنها صراحة بقوله لما طالبه مروان بن الحكم بالبيعة ليزيد, حيث قال : ((فعلى الاسلام السلام اذا بليت الامة براع مثل يزيد)) كما عرفت سابقا.

نعم ان رسول للّه (ص ) قال : ((صنفان من امتي اذا صلحا صلحت امتي واذا فسدافسدت امتي , قيل : يا رسول اللّه ومن هما؟ فقال : الفقها والا مرا)) ((77)) , فاذاكان صلاح الامة وفسادها رهن صلاح الخلافة وفسادها, فقيادة مثل يزيد لا تزيدالامر الا عيثاو فسادا.

ان القيادة الاسلامية بين التنصيص و الشورى , و لم يملك يزيد السلطة لا بتنصيص من اللّه سبحانه و لا بـشـورى مـن الامة , و هذا ما ادركه المسلمون آنذاك حيث كتبوا الى الحسين (ع ) رسالة جا فيها: اما بعد فالحمد للّه الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الامة فابتزها امرها و غصبها فيئها وتامر عليهابغير رضى منها, ثم قتل خيارها واستبقى شرارها ((78)) .

ولـم يـكـن الولد (يزيد) فريدا في غصب حق الامة بل سبقه والده معاوية الى ذلك كماهو معروف ولـيس ب